نقولا شاوي

ولد نقولا شاوي في طرابلس يوم 17 حزيران 1912. تلقى دراسته الثانوية في معهد الفرير بطرابلس، ونال البكالوريا (القسم الأول) عام 1931.

في عام 1930 تعرف إلى الكاتب اللبناني الماركسي سليم خياطة (الذي دخل بواسطته إلى الحزب فيما بعد).

وفي عام 1931 انتقل إلى بيروت حيث دخل معهد الفرير. وقد استاجر غرفة هو وسليم خياطة وسكنا معاً.

في عام 1932 حضر نقولا شاوي محاكمة آرتين مادويان وخالد بكداش وعدد من الشيوعيين، وقد تأثر كثيراً بالمحاكمة وبموقف الشيوعيين فيها، وخلالها اتخذ قراره بالانتساب إلى الحزب.

في صيف عام ،1933 انتسب نقولا شاوي إلى الحزب عن طريق سليم خياطة، فارتبطت حياته به إلى النهاية.

أول مسؤولية تولاها في الحزب هي مسؤوليته عن (لجنة المساعدة الحمراء)، وهي لجنة تعنى بشؤون الشيوعيين والوطنيين المعتقلين والمحكوم عليهم بالسجن. فتؤمن لهم بعض العون المادي وتوكل المحامين للدفاع عنهم.

عام 1934 صار نقولا شاوي سكرتيراً للجنة المحلية لمنظمة بيروت، وفي عام 1936 أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب.

في عام 1937 صار عضواً في السكرتاريا القيادية للحزب، وكانت آنذاك أعلى هيئة قيادية، وكانت مؤلفة من خالد بكداش، فرج الله الحلو، رشاد عيسى،و نقولا شاوي

في منتصف أيار 1937 صدرت جريدة الحزب العلنية (صوت الشعب): صاحبها ورئيس تحريرها نقولا شاوي.

عام 1939 اعتقل مع فرج الله الحلو وعدد من الشيوعيين، وبقوا في السجن حتى شهر أب عام 1941.

أول عام 1942 عادت (صوت الشعب) إلى الصدور، وعاد نقولا شاوي إلى رئاسة التحرير.

عام 1943 ترشح نقولا شاوي وعمر الفاخوري إلى الانتخابات في مدينة بيروت.

في المؤتمر الوطني الأول للحزب (بين 31كانون الأول ،1943 و2 كانون الثاني 1944) انتخب نقولا شاوي سكرتيراً للحزب، وفرج الله الحلو رئيساً له.

عام 1946 أصبح رئيساً للحزب بعد ما أرسل فرج الله الحلو بمهمة إلى فرنسا، وفي العام نفسه سافر نقولا شاوي لحضور جلسات مجلس الأمن الدولي التي ناقشت قضية الجلاء عن لبنان وسورية، ولعب دوراً بارزاً في دعم الوفد اللبناني عن طريق الصلة مع الحزبين الشيوعيين في فرنسا وبريطانيا. وقد اعترف رياض الصلح، في تصريح علني، بالدور الكبير الذي لعبه نقولا شاوي في هذا المجال. وعندما عاد نقولا شاوي إلى لبنان جرت له مظاهرات استقبال حاشدة جداً ضمت عشرات الألوف من المواطنين.

لعب نقولا شاوي دوراً كبيراً في قيادة الحزب،سواء في مرحلة النهوض الحزبي والجماهيري الواسع حتى عام ،1948 أو في مرحلة العمل السري (أواخر 1948-1955).

عام 1956 مثل نقولا شاوي الحزب في (مكتب الأنباء للأحزاب الشيوعية والعمالية (الكومنفورم)، وفي تحرير جريدته (في سبيل سلم دائم، في سبيل ديمقراطية شعبية).

في شباط من العام نفسه (1956) اشترك نقولا شاوي مع وفد الحزب في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي.

كان نقولا الشاوي مثقفاً كبيراً وصحافياً لامعاً على رأس تحرير (صوت الشعب)، وكان واحداً من ثلاثة زعماء بارزين للحزب الشيوعي في سورية ولبنان: خالد بكداش وفرج الله الحلو ونقولا الشاوي. كان بكداش أول الثلاثة، لميزات قيادية لا يمكن نكرانها، ولاحتضان سوفياتي ودعم لا حدود له.

عام 1958 قاد نقولا شاوي الحزب إبان الانتفاضة المسلحة ضد (مبدأ أيزنهاور) وحكم كميل شمعون.

في مطلع عام 1959 حضر نقولا شاوي مع وفد من الحزب،المؤتمر الحادي والعشرين للحزب الشيوعي السوفيتي.

بعد استشهاد فرج الله الحلو في دمشق قاد الحزب في مختلف المراحل اللاحقة، زار خلالها عشرات البلدان، وحضر عشرات المؤتمرات والندوات، وأسهم فيها إسهاماً كبيراً (ومنها عام 1980 زيارة رسمية إلى كوريا الديمقراطية).

نال عدداً من الأوسمة تقديراً لنضاله:

وسام الصداقة بين الشعوب (عام 1973) الذي قلده إياه الرفيق أندريه كيريلنكو، عضو المكتب السياسي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، في بيروت، في احتفال مهيب ضم عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية اللبنانية، كما منح وسام كارل ماركس، ووسام ديمتروف (عام 1982)، ووسام أكتوبر في الاتحاد السوفيتي (عام1982 أيضاً)، ووسام درع أكتوبر في اليمن الديمقراطية (عام 1982) أيضاً.

وبقي نقولا شاوي مع شعبه ومع حزبه داخل بيروت المحاصرة، والمقاومة.

عاش عنف القصف ومجد الصمود والمقاومة، وعانى كآبة رؤية الجيش الإسرائيلي يجتاح بيروت، وكان يعرف، بالتأكيد أن الدولاب سيدور، وستتزلزل الأرض بالمحتل الإسرائيلي وينحسر هذا الوباء عن بيروت وعن لبنان كله.

رحل نقولا شاوي، مساء الخميس 17 شباط 1983 إثر نوبة قلبية حادة.

آخر الأخبار