“التقسيم مستحيل” .. الأقــوال وحـــدها لا تـــكفي

(النور):
دأبت الأوساط الرسمية في الإدارة الحالية للبلاد، على تأكيد استحالة تقسيم سورية، وتأتي هذه التأكيدات بعد “غزوة” السويداء، والفظائع التي ارتكبها “الغزاة” بحقّ أهالي جبل العرب، وقبلها المجازر التي ارتُكبت في الساحل السوري.
نسارع هنا إلى التأكيد، من جهتنا، أنّ أيّ طيفٍ من أطياف الشعب السوري لم يدعُ ولم يطالب بتقسيم سورية، بل أعلن الجميع حرصهم على وحدة سورية أرضاً وشعباً، لكنّهم في الوقت ذاته وضعوا أمام إدارة البلاد المؤقتة، حزمة من العوامل التي تضمن وحدة سورية، وتمنع تفتيتها وفق المخطط الأمريكي الصهيوني.
ولا يكفي – حسب اعتقادنا- نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، تأكيد أوساط الإدارة الحالية للبلاد، أن “التقسيم مستحيل”، بل يتطلب الأمر حزمة من الإجراءات التي تدعم الأقوال بالأفعال، ودون تأخير. إذ إن نجاح المخطط الصهيوني للمنطقة يتطلّب تفتيتها قبل اجتياحها.
1- إن حجر الزاوية في وحدة سورية أرضاً وشعباً هو تحقيق السلم الأهلي بين جميع أطياف وفئات الشعب السوري في مختلف مناطق البلاد، والخلاص من ذهنية الانتقام والتخوين والتكفير، وسردية “المظلومية”، فجميع الأطياف وقع عليهم الظلم خلال عقود من سلطة التفرد والاستئثار.
2- من يسعى إلى منع التقسيم وجعله مستحيلاً، عليه أن يعمل بجدّيّة لتحرير كل شبر من الأرض السورية المحتلة، فهي جزء من الوطن، وهنا يستحيل توحيد البلاد ما دامت أجزاءٌ غالية منها يحتلها الكيان الصهيوني وتركيا وأمريكا.
3- إن وحدة البلاد لن تتحقق إلا على أسس دستورية تضمن تلبية خيارات جميع الأطياف، وتضمن حقوقها السياسية والثقافة وتنوعها، بالاستناد إلى عقد اجتماعي جديد يساوي بين جميع المواطنين دون النظر للجنس والدين والمعتقد والإثنية.
4- العمل على مبادئ المشاركة مع الرساميل الوطنية المنتجة، للبدء في تنفيذ تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة، تأخذ بالحسبان الميزات النسبية لكل منطقة، وتبدأ في المناطق الأكثر فقراً.
نتمنى أن يكون التقسيم مستحيلاً، ونسعى مع جميع القوى الوطنية من أجل ذلك، لكن الأقوال وحدَها لا تكفي.

آخر الأخبار