بيان الحزب الشيوعي السوري الموحد بمناسبة الأول من أيار يوم العمال العالمي (1-5-2023)

الأول من أيار الذي أقره مؤتمر الأممية الأولى المنعقد في باريس عام 1889 تذكيراً وتخليداً لذكرى آلاف العمال المنتفضين في ساحات شيكاغو على الظروف القاسية، مطالبين بتحديد ساعات العمل بثماني، وزيادة الأجور الزهيدة، فما كان من الشرطة والأجهزة الأمنية إلا التعرض لهم بالرصاص وقتل العديد منهم.

وقد أكدت الرأسمالية المتوحشة أسلوبها هذا، الذي اعتمدت فيه الحروب والعدوان والاحتلالات وسيلة لإخضاع الشعوب، إلا أن نضال الطبقة العاملة وسائر الكادحين في العالم لم يذهب عبثاً، فقد التفّ أحرار العالم حول شعار أطلقه معلما الطبقة العاملة ماركس وإنجلز: (يا عمال العالم اتحدوا لتحطيم الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية التي أصبحت تقتسم العالم!).

هذا الشعار الموجّه إلى كل الكادحين بعرق جبينهم وكدّ يمينهم في أنحاء العالم، وقد أخذت الطبقة العاملة تعي وجودها الطبقي والإنساني والوطني، وتتقدم راياتها كل الصفوف في مجرى الكفاح الطبقي ضد الاستغلال الرأسمالي والتغول الإمبريالي الوحشي لعمال البلدان الرأسمالية وبلدان العالم قاطبة، وقد اندمجت أهدافها الطبقية بالتحررية، بهدف بناء مجتمع العدالة والاشتراكية، وقد تمكنت الاشتراكية من الحفاظ على ألقها، وتبقى حلماً يراود سائر الشغيلة في العالم متلازماً بالأهداف الوطنية والاجتماعية مادام الظلم يخيّم على حياتهم.

 

يا عمال سورية الأوفياء

يأتي الأول من أيار هذا العام والإمبريالية العالمية لاتزال تحيك المؤامرات ضد الشعوب عن طريق الحروب والعدوان المباشر والتصعيد.

ويتكشّف باستمرار ازدياد التفاوت الاجتماعي بين دول الشمال وباقي العالم، وتدمّر الطبقة الوسطى في المجتمعات، ويظهر عمق التبعية الاقتصادية والمالية، مما يزيد من انتشار الفقر والبطالة وتزداد الهجرة الجماعية والفردية، خاصة من ذوي الخبرة والشباب، مما يسرّع من تفتيت المجتمعات وينعكس على الجانب الاقتصادي، نتيجة تجميد الطاقات البشرية الإنتاجية والخدمية على حدّ سواء.

– إن عمالنا الذين صمدوا ووقفوا صفاً واحداً ضد الإرهاب والإرهابيين، ودافعوا عن المعامل والمنشآت والبنى التحتية للدولة، وقدموا الشهداء والجرحى في كل مكان من أرجاء سورية، يعانون اليوم من وطأة الظروف الاقتصادية والمعيشية المستعصية الصعبة التي تمرّ بالبلاد، بسبب العدوان والتدمير والحصار والعقوبات المفروضة وآثار الزلزال المدمر الذي ألمّ بها، وأيضاً بسبب السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومات المتعاقبة خلال الأزمة، التي كانت وما تزال تزيد من أعباء الفئات الفقيرة والمتوسطة وخاصة الطبقة العاملة، فقد همّشت مصالحهم.. وحابت مصالح التجار الكبار وأثرياء الحرب وحيتان الأسواق، مما زاد المعاناة من شظف العيش، في ظل تراجع الدور الداعم للحكومة لمتطلبات الحياة الرئيسية من صحة وتعليم وغذاء، وفرض مطارح ضريبية جديدة، ومع انعدام الإجراءات الحكومية في الحد من الارتفاع الجنوني للأسعار، وضعف الأجور والرواتب التي لم تعد تكفي لإعالة العامل لذاته فقط.. إضافة إلى ما تمارسه من النهب والفساد فئاتٌ اغتنت على حساب الشعب وأزمات البلاد وراكمت ثرواتها غير المشروعة.

 

يا عمال سورية وعاملاتها!

إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد، حزب الطبقة العاملة وجميع الكادحين، يثمّن دور عمالنا في مواجهة الاحتلال والعدوان متعدد الأشكال الذي تتعرض له بلادنا ويقف إلى جانب طبقتنا العاملة لتحيق مطالبها وهي:

– زيادة الأجور وربطها بالأسعار بما يلبّي الحدّ الأدنى لتكاليف المعيشة.

– الحفاظ على ملكية الدولة وإداراتها للقطاع العام وتحسين أدائها، خاصة في المرافق السيادية، وعدم التفريط بها بذريعة التطوير.

– تقديم التسهيلات اللازمة للمشاريع الإنتاجية والخدمية وتأمين مستلزمات الإنتاج واعتماد التخطيط للتنمية المتوازنة الشاملة.

– توسيع الحريات النقابية واستقلالية التنظيم النقابي، وممارسة كل أشكال النضال النقابي (التظاهر)، مما يساعد الحركة النقابية على استقطاب كل العاملين خاصة في القطاع الخاص، وتشديد النضال من أجل حقوق العمال ومطالبهم.

 

عاش الأول من أيار، يوماً للتضامن ونضال الطبقة العاملة العالمية، في مواجهة الإمبريالية والاستغلال والاحتلالات!

– تحية للاتحاد العام لنقابات العمال، رمزاً لوحدة الطبقة العاملة السورية!

– مزيداً من النضال من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والاشتراكية!

عاشت الطبقة العاملة السورية!

دمشق 1/5/2023

الحزب الشيوعي السوري الموحد

آخر الأخبار