الحزب الشيوعي السوري الموحد يدخل سنته المئوية

الرفاق والأصدقاء الأعزاء.. يا جماهير شعبنا الأبيّ..

كل عام وأنتم بألف خير!

 

يودّع حزبنا الشيوعي السوري الموحد عاماً من عمره النضالي الطويل الذي امتدّ على مدار تسعة وتسعين عاماً مليئة بالتطورات والمتغيرات والأحداث، ومسطّرة بصفحات النضال الوطني والطبقي والاجتماعي، ويدخل في خضمّ عام نضالي جديد، سمته الأساس هي المزيد من العمل والنشاط في سبيل تحقيق شعار الرواد الأوائل (وطنٌ حرّ وشعبٌ سعيد) فألف تحية لشهداء الوطن والحزب وإلى الرواد الأوائل، والعهد كل العهد والوفاء لمتابعة المسيرة حتى تحقيق الأهداف التي ناضلوا من أجلها.

الرفاق الأعزاء؛

تقتضي هذه المناسبة الغالية أن نتوقف بإيجاز عند عدد من القضايا والمسائل والتطورات الهامة.

  • في الوضع الدولي والإقليمي:

يدخل حزبنا سنته المئوية، والعالم كلّه يعيش مرحلة بالغة الخطورة والتعقيد، مرحلة مليئة بالتناقضات والصراعات والنزاعات والحروب، مرحلة انتقالية موضوعية فرضتها قوانين التطور والحياة، طابعها العام هو مطلب شعوب العالم بإعادة صياغة نظام عالمي جديد، بنمط وسياق مختلف عما عشناه وعانينا منه لأكثر من ثلاثة عقود بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية.

نمرّ اليوم بمرحلة معقدة من عملية إعادة البناء تختلف جوهرياً عما سبقها من كل مراحل التاريخ العالمي. مرحلة يكمن مضمونها في أن العلاقات الدولية بدأت تتسم بطابع متعدد المركزية بعد مرحلة القطبية الثنائية ومن ثم الأحادية والقطب الواحد – مرحلة تستميت فيها أمريكا لإرساء وتثبيت زعامتها للعالم كدولة عظمى واحدة، متجاهلة ومتغافلة عن أن هذا لم يعد مقبولاً، وأن تعددية الأقطاب صارت واقعاً سياسياً جديداً، ولا يستطيع أحد أن يغير هذا الواقع، وأن عصر تفرّدها وهيمنتها، عصر شرطي العالم الذي يستطيع أن يفعل ما يشاء وأينما يشاء قد ولّى وانتهى.

فقد تغيّرت موازين القوى عالمياً وصعدت دول أخرى – وإن تغيّر موازين القوى العسكرية والاقتصادية جعل الصين وروسيا ودولاً أخرى قادرة على التصدي لمشاريع الولايات المتحدة ومنعها من فرض إرادتها في مناطق متعددة في العالم.

ورغم أن هذا الأمر قد أصبح واقعاً وأصبح حقيقة، لابد من الاعتراف بأن إنجاز هذه العملية – عملية تشكل نوع جديد من البناء العالمي والوصول إلى عالم متعدد الأقطاب يسوده السلام والعدالة والتنمية المشتركة عملية مازالت صراعية، تمر عبر مخاض انتقالي صعب، ومؤلم وهو موجع جداً للذين يعارضونه ولا يردون ولادته وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي أصابها الخوف والهلع من أنها ستفقد وإلى الأبد مركزها كزعيم أوحد للعالم وهذا الخوف زاد من وحشيتها – ورفع مستوى النزعة العدوانية المتأصلة أصلاً فيها وكشف عورتها المعادية لحقوق الشعوب في الاستقلال والحرية، واسقط جميع أقنعة الكذب والخداع وإدعاءات الدفاع عن لحرية والمساواة وحقوق الإنسان.

لقد كشفت التطورات العالمية والإقليمية وخاصة الحرب على سورية وليبيا واليمن وقبلها على أفغانستان والعراق واليوم على فلسطين نوايا الأمريكي وحلفاءه بالعودة إلى الاحتلال المباشر، واستعمار الشعوب، وإنشاء القواعد العسكرية، وإتباع سياسات الحصار، والعقوبات وتجويع الشعوب.

وبينت الأحداث أن أمريكا تبحث باستمرار عن مصالحها فقط – وعن مصالح ربيبتها إسرائيل وأنها مستعدة لارتكاب أكبر الجرائم وأبشعها للحفاظ على مصالحها ولا يهمها في ذلك لا حياة، ولا دم، ولا حرية، ولا كرامة الآخرين، بل ولا حتى ما تدعيه هي ” حامية الديمقراطية ” من قيم وشعارات وهذا يتطلب زيادة النضال من اجل عالم جديد متعدد الأقطاب، يكون أكثر عدلاً وأنصافاً ومساواة.

أما على الصعيد العربي والإقليمي فقد دخلت بلداننا مرحلة جديدة تداخلت فيها التناقضات وأصبحت اليوم – أكثر من أي وقت مضى، مسرح صراع دولي وإقليمي، تتداخل فيه مشاريع مصالح بلدان عديدة مختلفة ومتناقضة.

وهذا يؤكد الترابط بين عملية الانتقال العالمية نحو نظام عالمي جديد من جهة، وضرورة حسم جملة من الصراعات المحلية والإقليمية في منطقتنا باتجاه التحرر ومجابهة الأطماع الأمريكية والصهيونية والغربية من جهة ثانية.

لقد تعرّضت بلداننا لهجوم إمبريالي، خلّف أثاراً كارثية: تدمير دول، قتل شعوب أو تهجيرها، وفتح مسارات تطبيع مع الكيان الصهيوني، تسعير كل أشكال النزاعات والفتن المذهبية والقومية والعرقية المتوارثة في هذه المنطقة. كل هذا بهدف تدميرها ولخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية.

إن هذه الأوضاع وهذا الواقع يتطلب من الشيوعيين واليساريين وقوى التحرّر والوطنيين جميعاً وفي جميع أنحاء العالم، العمل لإنقاذ الإنسانية من براثن وحشية الولايات المتحدة، وحلف الناتو، ومحاربتها دون هوادة وأينما كانوا. يتطلب منا جميعاً الوقوف بصف واحد وبكل شجاعة وعلناً وبكل وضوح ضد مشاريع الولايات المتحدة وحلفائها وأدواتها وعملائها والتابعين لها.

 

  • القضية الفلسطينية وعملية (طوفان الأقصى):

يسأل البعض: ما هو موقفكم من القضية الفلسطينية وتطوراتها، بعد كلّ هذه المتغيّرات؟

نقول: موقفنا واضح لا غموض ولا لبس فيه، وقد عبّرت عنه جميع وثائق الحزب الصادرة عن مؤتمراته ولجنته المركزية التي جاء فيها: (لقد اعتبر حزبنا دائماً ولا يزال يعتبر أن الموقف من الصهيونية والقضية الفلسطينية هو البوصلة التي تؤشر إلى الكثير من المسارات السياسية الأخرى في المنطقة، والتي تحدد، على أساسها، موقفه من القضايا المتعلقة بها. وأن من المهام الأساسية: النضال مع جميع قوى حركة التحرر الوطني العربية، بصفتنا جزءاً منها، من أجل تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة، واستعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني في العودة إلى أرضه وتقرير مصيره عليها، وبناء دولته الوطنية المستقلة وكاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس).

 

أما فيما يتعلق بعملية (طوفان الأقصى)، فقد كان لا بدّ لمغتصبي الأرض الفلسطينية أن يعاقبوا.. لابد لمنتهكي المقدسات والمعتدين على الشعب الفلسطيني أن يواجهوا غضب المقاومة الفلسطينية، ولا بد أن يذوق المعتدي طعم الرد الفلسطيني المناسب دفاعاً عن الحقوق المشروعة، عن الأرض الفلسطينية، عن الإنسان الفلسطيني – شيخاً – طفلاً – رجلاً – امرأة.

ما حدث يوم السابع من تشرين الأول 2023 ليس مجرد عملية أمنية وعسكرية فقط، بل هو الرد الأمثل على جرائم الاحتلال، هو محطة انعطاف نوعية تفتح آفاق مرحلة جديدة لأن الشعب الفلسطيني يبحث عن حريته، واستقلال بلده، عن أرضه عن سيادة دولته المستقلة. فإذاً تندرج هذه العملية في إطار حق الشعب الفلسطيني في مواصلة كفاحه، وبكلّ الوسائل والسبل – حتى نيل حقوقه المشروعة في الحرية والعودة والاستقلال الكامل.

وهذا يؤكد وللمرة الألف أن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم لا يمكن أن يتحقق إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة كاملة.

لذلك فإن عملية (طوفان الأقصى) ليست صحوة عابرة أو مغامرة، بل هي انتفاضة مستمرة ضد الكيان الصهيوني والمطبعين معه، وهي تحوّل نوعي كبير بتكتيكات المقاومة الفلسطينية – صاحبة الأرض وهو عنصر (المفاجأة) الذي صعق حكام الكيان الصهيوني، وجعلهم يعيشون ساعات من الحالة الهستيرية، ولم يجدوا سوى العدوان بصواريخهم وقنابلهم على الأطفال والنساء والشيوخ كعادتهم الإجرامية النازية الفاشية.

وهذا يضع علينا جميعاً، حكوماتٍ وشعوباً عربية، واجب الدفاع عن الشعب الفلسطيني – واجب حماية الشعب الفلسطيني من النازية والهمجية الصهيونية من مجموعة المجرمين القتلة من ترسانة الأسلحة والطائرات الأمريكية التي استنفرت وجاءت للدفاع عن الطغاة.

فهذه أمريكا، بلسان رئيسها، تعلن دعم إسرائيل، ودعم جرائم إسرائيل، وهذه أوربا، داعية حقوق الإنسان، تعلن وقوفها مع مجرمي الكيان.. مع مَن قتل ودمر وحرق وكسر عظام الأطفال.

إننا نرى أن المرحلة الراهنة وما تشهده المنطقة وفلسطين خاصة من أحداث تنذر بتطورات خطيرة تتطلب أكثر من أي وقت مضى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة وفي المجالات كافة – وتعزيز التنسيق والتعاون بين جميع القوى والأحزاب الوطنية اليسارية والتقدمية في البلدان العربية.

إنها تتطلب أيضاً زيادة تضامن جميع قوى السلام والديمقراطية في العالم لمواجهة الفاشية والصهيونية والإرهاب ولوقف هذه المذبحة الجماعية، هذه الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بدعم سياسي وعسكري أمريكي.

إننا ندعو لمواجهة الحصار والعقوبات التي تفرضها القوى الامبريالية الفاشية على بلادنا، وإلى التضامن مع نضال شعوبنا في مواجهة المخططات والمؤامرات الامبريالية، ولتحرير جميع أراضينا من المحتلين والمغتصبين: من الإسرائيليين والأمريكان والأتراك.

لقد أكد حزبنا أن قطب المقاومة يشكل جبهة المجابهة الأساسية للمشاريع الإمبريالية والصهيونية في المنطقة، والتأكيد على حق هذه الجبهة في استخدام جميع أشكال مقاومة العدو الصهيوني، وبضمنها الكفاح المسلح.

ونحن على يقين بأن النصر سيكون حليف الشعوب، حليف الشرفاء المناضلين.

انطلاقاً من هذه الرؤية، ومن هذا الموقف المبدئي، ينبغي النظر إلى كل ما حدث فجر يوم السبت السابع من تشرين الأول 2023 وتحليله وتقييمه، وإلى ما أعقبه وما سيعقبه لاحقاً من تطورات ومستجدات.

هذا هو موقفنا تجاه القضية الفلسطينية كان وما زال وسيبقى حتى يسترد الشعب الفلسطيني جميع حقوقه المشروعة.

 

 

 

 

 

  • في النضال الوطني والاجتماعي للحزب الشيوعي السوري الموحد:

الرفاق والأصدقاء؛

بكل فخر واعتزاز نستذكر النضالات البطولية التي خاضها حزبنا جنباً إلى جنب مع كل قوى التحرّر والتقدم في وطننا ضد قوى الاستعمار والرجعية وضد قوى الظلامية والتخلف وضد الديكتاتوريات العسكرية ومن أجل قضايا الجماهير الكادحة.

لقد نشأ الحزب الشيوعي السوري في تربة وطنية أنضجتها نضالات شعبنا التحررية التي أدت إلى اندماج مهمات النضال الوطني التحرري مع مهمات النضال من أجل العدالة الاجتماعية، الأمر الذي أدى إلى أن يكون ظهور حزب شيوعي ضرورة موضوعية تفرضها التطورات الملموسة في التربة الوطنية. ومنذ تأسيسه وإصدار الوثيقة البرنامجية الأولى في عام 1931، اندمج أعضاؤه بالنضال السياسي، وكانوا في مقدمة المدافعين عن حقوق الكادحين وأوائل المساهمين في تأسيس النقابات العمالية والمنظمات الفلاحية وحمل الحزب لواء النضال ضد الاستعمار الفرنسي، وأُطلق عليه (حزب الجلاء)، وحمل أيضاً لواء الدفاع عن قضايا الكادحين، فسمّوه    (حزب الخبز والحرية).

  • لقد عقد الحزب خلال هذا التاريخ النضالي الطويل ثلاثة عشر مؤتمراً، ومجلسين وطنيين. ركزت جميعها على: التمسك الحازم بالوطنية مبدأ وممارسة، والدفاع عن مصالح الكادحين – فأصبح حزباً للشعب والوطن، واستند في مرجعيته الفكرية على الماركسية اللينينية ومنهجها المادي والجدلي والمادي التاريخي، ومنجزات العلم وكل ما هو تقدمي في الفكر العربي والإنساني. واعتبر التحالف مع القوى الوطنية والتقدمية ضرورة موضوعية ومبدأ أساسياً من مبادئه، وهو يعمل باستمرار وبلا كلل من أجل وحدة الشيوعيين السوريين باعتبارها مهمة أولية وهدفاً نبيلاً. كما يدعو إلى إقامة تعاون واسع بين قوى اليسار لاستنهاض الحركة الجماهيرية الشعبية.

 

الرفاق والأصدقاء؛

منذ أكثر من اثنَيْ عشر عاماً حتى الآن – وسورية تواجه حرباً وحملة تآمرية واسعة متعددة الجبهات. (عسكرية- اقتصادية – إعلامية.. الخ) هدفها تدمير الدولة السورية بجميع مقوماتها وقتل شعبها وتهجيره. رغم كل ما حققته سورية من انتصارات عسكرية وميدانية لم تخرج لحد الآن من أزمتها.

  • لقد حدد الحزب موقفه من الأزمة السورية، منذ بدايتها وأكد أن حلها لن يكون إلا سلمياً – دون التهاون في المواجهة العسكرية مع المنظمات الإرهابية. وبالاستناد إلى توافق جميع المكونات السياسية الوطنية والاجتماعية والدينية والاثنية، عبر حوارهم الوطني الشامل ورغم معرفتنا للصعوبات والعراقيل التي يواجهها الحل السياسي للأزمة السورية وخاصة من جانب الإدارة الأمريكية ونظام أردوغان والقوى المعادية، فنحن مستمرون بالنضال في سبيل الإسراع أكثر ما يمكن والعمل بجدية وتفانٍ لإخراج البلاد من أزمتها – واستخدام كل الوسائل السياسية والعسكرية لطرد المحتلين الصهاينة والأتراك والأمريكيين، مؤكدين الشعار الذي رفعه حزبنا:

     (لا شبر واحداً آمن لمحتلّ على الأراضي السورية).

  • وفي الوضع الداخلي، اتخذ الصراع الطبقي في سورية منذ أكثر من عقدين شكلاً أكثر حدة ووضوحاً بين طرفين ونهجين متعارضين في الميدان الاقتصادي والاجتماعي.

الأول – يضم كبار الرأسماليين والطغم المالية والسماسرة المرتبطين والمدعومين من البيروقراطيين الحكوميين وكبار الفاسدين في الدولة – الذين دفعوا البلاد إلى انتهاج سياسة ليبرالية في الاقتصاد وإضعاف دور الدولة في الاقتصاد، وانضم إلى كل هؤلاء في الفترات الأخيرة أثرياء الحرب وحيتان المال وشبكات الفساد.

أما الثاني فيضمّ الجماهير الشعبية الكادحة، هؤلاء الذين يطمحون إلى ضمان مستوى لائق لمعيشتهم، ويعانون اليوم من اتساع الهوة بينهم وبين حيتان الأسواق وتجار الحروب والأزمات.

لقد ازدادت أوضاع مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية في سورية سوءاً ووصلت إلى قاع الفقر، باستثناء تلك القلة من المحتكرين والفاسدين وتجار الحروب.

لقد خاض الحزب، بمنتهى الإصرار والمبدئية والحزم وبمقدار ما يملك من إمكانيات، معركة ضد الاتجاهات الليبرالية في الاقتصاد، التي تجسدت في البداية بالعديد من التشريعات والتدابير التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن، من فوضى اقتصاد السوق الحر وغلاء المعيشة وفساد، وفقر مدقع وهجرة آلاف الشباب …الخ.

إن هذا الوضع المأساوي يتطلب الإسراع في اجتراح الحلول، للحد من تفاقمه ووقف تدهوره، عبر تنفيذ الدعوة لعقد مؤتمر حوار وطني يضع خارطة طريق لإخراج البلاد من أزمتها، وللقيام بعملية إصلاح سياسي شامل يضمن تطبيق مبدأ سيادة القانون، ومساواة المواطنين أمامه، وضمان الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين – كما يضع أسساً صحيحة لإصلاح اقتصادي يكون هدفه الأساسي تقديم جميع مستلزمات عملية الإنتاج الصناعي والزراعي – والبدء بإعادة الأعمار – ومكافحة الفساد والاستفادة إلى أقصى حد من الموارد الطبيعية والقدرات والخبرات البشرية في سياق عملية تنمية شاملة ومستدامة.

 

  • في الوضع الحزبي:

وعلى النطاق الحزبي، أقرّ المؤتمر الثالث عشر للحزب مهمة حزبية تنظيمية هدفها الرئيسي هو: العمل لتحسين وتفعيل دور الحزب بما يتناسب مع الظروف والمستجدات الحالية ومستقبلاً، من خلال تجاوز السلبيات وتطوير الإيجابيات، أي العمل الجدي لتنفيذ شعار الحزب (الارتقاء بالعمل التنظيمي إلى مستوى العمل السياسي للحزب وتهيئة الحزب تنظيمياً لما هو قادم). وصياغة رؤية تنظيمية متطورة تتناسب مع هذه المتغيرات، وتتوافق مع رؤية الحزب السياسية ومهامه، أي الوصول بالتنظيم الحزبي إلى مستوى يكون فيه قادراً على تنفيذ مهامه السياسية والطبقية والاجتماعية والثقافية. إن هذه المهمات مازالت قائمة بل تتطلب المزيد من التعميق، كما تتطلب وضع البرامج ورسم الخطط لتطبيقها بشكل ملموس.

 

الرفاق الأعزاء؛

بالاستناد إلى كل ما ذُكر، ورغم صعوبة الظروف وقسوتها، يتهيأ أعضاء حزبنا لاستقبال مناسبتين هامتين – بل استحقاقين كبيرين سيكون لهما أثر كبير في حياة الحزب ومستقبله، وهما: المؤتمر الرابع عشر للحزب الذي نسعى ليكون محطة تاريخية لمزيد من الحضور والفعل السياسي في حياة البلاد، وهذا يتطلب التحضير المناسب لتنفيذ هذا الاستحقاق الهام وإنجازه بشكل جيد يليق بحزبنا وبتاريخه النضالي الطويل، ويساعد في رفع مستواه الثقافي والتنظيمي وزيادة توسعه وانتشاره بين الجماهير.

والاستحقاق الثاني هو الذكرى المئوية لولادة حزبنا، التي ينبغي استقبالها بتفاؤل أكبر وثقة أعمق بالمستقبل وبالحزب، فليس لدينا بديل عن حزبنا ووطننا.

فإلى المزيد من العمل والنشاط، إلى المزيد من النضال من أجل تحقيق أهداف حزبنا في بناء مجتمع الحرية والكرامة والتقدم والرفاه والعدالة الاجتماعية والاشتراكية!

وكل عام وأنتم والوطن بألف ألف خير!

نجم الدين الخريط

الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد

آخر الأخبار