في ذكرى استشهاد فرج الله الحلو.. خريط: مستمرّون في النضال لتحقيق التحرّرِ الوطنيّ والتحرّرِ الاجتماعيّ

شارك الرفيق نجم الدين خريط (الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد) في اجتماعات مجموعة العمل للأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم، التي انعقدت بتاريخ 29/6/2024، في بيروت، وشارك، مع وفود من مجموعة العمل، في الوقفة أمام تمثال الشهيد فرج الله الحلو، التي نظمها الحزب الشيوعي اللبناني، لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي، وذكرى استشهاد الرفيق فرج الله الحلو، في إطار الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري- اللبناني، وألقى الكلمة التالية:

                         

لا تقل ماتَ فَرَجْ

هُوَ في قلبي وقلبِكْ

هوَ في كلِّ الملايينِ التي حَولي وحَولَكْ

في المصانِعْ والشوارِعْ

في الملايينِ التي تزحَفْ وتزحَفْ

قُدُماً لا تتوقّفْ

عاشَ للشعبِ فرَجْ

ماتَ للشعبِ فرَجْ

ماتَ فَلْيَحْيا فرَجْ

لا تقُلْ ماتَ فرَجْ!

 

 

الرفيقُ العزيز حنّا غريب..

الأمينُ العامّ للحزبِ الشيوعيِّ اللبنانيّ الشقيق..

الرفاقُ ممثّلو الأحزابِ الشيوعيّةِ والعمّاليّة..

الرفاقُ والإخوةُ ممثّلو الأحزابِ الوطنيةِ اللبنانيةِ والفصائلِ الفلسطينيّة..

رفاقَ الدربِ، أعضاءَ الحزبِ الشيوعيّ اللبنانيّ– حزبِ الشهداءِ والمناضلينَ الأوفياء..

أنقُلُ إليكُمْ تحيّاتِ رفاقِكم في الحزبِ الشيوعيّ السوريّ الموحّد.

نقفُ الآنَ، أيُّها الرفاقُ، أمامَ تمثالٍ لشهيدٍ بطل، استُشهِدَ على الأرضِ التي تلقَّى عليها ألفَ باءِ الشيوعيّة، شهيدٍ كتبَ تاريخَه بالدّم، شهيدٍ ستُنصَبُ له تماثيلُ العزّةِ والمجدِ في حمص، حيث كان طالباً ومعلّماً في مدارسِها، وفي ورشات ومعامل حلب، حيث أسّسَ أوّلَ تنظيمٍ شيوعيٍّ ونقابيّ فيها، وفي دمشقَ قائداً ومنظّماً، في أحيائِها وحاراتِها وبيوتِها السرية، مفكّراً وكاتباً وصحفياً ومشرفاً على (النّور)، متحدّياً الظالمَ والجلّاد، والخائنَ والغدار..

قالها وفعلها: كنتُ وسأبقى أبداً جنديّاً من جيشِ الحركةِ الشيوعيّةِ العظيم، جنديّاً من جنودِ الحزبِ الشيوعيّ في سوريةَ ولبنان، حزبِنا الذي ليس أشرفَ ولا أنبلَ من الانتماءِ إليهِ ومن مهمّةِ النضالِ تحتَ لوائِهِ، في خدمةِ قضيّةِ الشعبِ، قضيّةِ السِّلمِ والاستقلالِ الوطنيّ وخبزِ الشعبِ، قضيّةِ الحرّيّةِ والاشتراكيّة .هذا هو فرج الله الحلو، القائدُ الثائرُ، والمناضلُ الصلبُ الذي ظلّ صامداً في وجهِ جلّاديهِ، متحدّياً إيّاهم إلى آخرِ لحظةٍ في حياتِهِ، فغادرَنا شهيداً، وبقيَ بينَنا معلّماً للنضالِ والصمود.

فتحيّةَ احترامٍ وإجلالٍ لهُ ولجميعِ شهداءِ الحزبِ الشيوعيّ اللبنانيّ: جورج حاوي، حسين مروّة، مهدي عامل، ولجميعِ شهداءِ المقاومةِ والحريةِ والنضالِ في سبيلِ وطنٍ حرٍّ وشعبٍ سعيد!

وأقولُ، ونحنُ في غمرةِ احتفالاتِنا بالذكرى المئويةِ لتأسيسِ حزبِكَ، أيُّها القائدُ الشهيدُ: إنّ بلدَكَ سوريّة – مازالتْ تعاني من الحربِ العدوانيّة التي شُنَّتْ عليها، ومن الأزمةِ التي طالتْ وامتدّت لأكثرَ من ثلاثةَ عشرَ عاماً، لقدْ صبرَ وصمدَ شعبُكَ السوريُّ، أيُّها الرفيق، وعانى كثيراً، ومازالَ يتحمّلُ كلَّ أنواعِ الفقرِ والتهجيرِ والضياعِ، وخسارةِ خيرةِ الأبناءِ، في سبيلِ ما كنتَ تناضلُ من أجلِهِ، وما تعلّمْناهُ منكَ أنْ يبقى الوطنُ سيّداً مستقلّاً موحّداً – أرضاً وشعباً، وأنْ نبذلَ الغالي والثمينَ، وأن نضحّي بأرواحِنا، لطردِ المحتلّينَ من أراضينا، ولضمانِ تحقيقِ خياراتِ أبناءِ شعبِنا في بناءِ مجتمعِ الحرّيةِ والكرامةِ والعدالةِ الاجتماعيّةِ والاشتراكيّة.

الرفاقُ والإخوة؛

يستمرُّ قادةُ الكيانِ الصهيونيّ بحربِ الإبادةِ الجماعيّةِ للشعبِ الفلسطينيّ، حربِ القتلِ الوحشيّ والتدميرِ والتجويعِ والتهجيرِ أمامَ أنظارِ العالم وعيونِهِ، أمامَ أنظارِ الحكّامِ العربِ والمسلمينَ وعيونِهم.. وما مِنْ قوّةٍ فعليّةٍ توقفُ هذهِ الوحشيّةَ، حتى التحركاتُ والتظاهراتُ الشعبيّةُ في بعضِ المدنِ الأوربيّة والعربيّة، وفي الجامعاتِ الأمريكيّة، حتّى هذهِ التحركاتُ – رغمَ أهمّيّتِها- لم ترقَ إلى الحدِّ الأدنى من تضحياتِ أبناءِ الشعبِ الفلسطينيّ، لم تصلْ إلى المستوى الذي يستطيعُ فرْضَ وقْفِ حمّاماتِ الدمِ ووقفِ ذبحِ الأطفالِ والنساءِ والشيوخ.. وما زالَ نتنياهو يهدّدُ بتوسيعِ دائرةِ هذه

المجازرِ لتصلَ إلى كلِّ الأراضي الفلسطينيّة. بل أكثرَ، لتطول لبنانَ وغيرَهُ من دولِ المنطقة. وهذا يؤكّدُ للمرّةِ الألفِ.. أنّ القضيةَ ليستْ قضيّةَ غزّة وحسْبُ، أو حتّى ليستْ قضيةَ الشعبِ الفلسطينيّ فقطْ.. إنّ هدفَ هذهِ الحربِ العدوانيةِ ترتيبُ خارطةِ المنطقةِ والسيطرةُ عليها، من خلالِ استكمالِ فرْضِ عملياتِ التطبيعِ معَ الكيانِ الصهيونيّ، ثم التفرّغُ لمحاصرةِ ومعاقبةِ المقاومةِ وحركاتِ التحرّرِ الوطنيّ في المنطقة. إنّ ما حدثَ ويحدثُ في غزّةَ قدْ أسقطَ جميعَ الأقنعةِ، أقنعةِ الحكّامِ والحكوماتِ ومُدّعِي الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسان. وأصبحَ المشروعُ الصهيونيُّ الأمريكيُّ في المنطقةِ واضحاً ومكشوفاً، وهو جزءٌ رئيسيٌّ من مخطّطِ الإمبرياليّةِ الأمريكيةِ، التي لا تتوانَى عنِ استخدامِ جميعِ أنواعِ الأسلحةِ العسكريةِ والسياسيةِ والاقتصاديةِ للحفاظِ على هيمنتِها وسيطرتِها، ولكبحِ أيِّ مشروعٍ تحرّريٍّ لدى الشعوبِ يهدفُ إلى السلامِ والاستقرارِ والعدالة. لذلكَ فإنّ التناقضَ هو تناقضٌ بينَ الحرّيةِ والاستعمار، بين السلامِ والحربِ، بينَ الإنسانيةِ والتوحّش!

والسؤالُ: ألا يدفعُنا كلُّ هذا إلى توحيدِ قِوانا لمجابهةِ هذا الغولِ المتوحّش؟

ألا يدفعُنا لنصرخَ بأعلى أصواتِنا: أوقِفوا المجازر؟!

ألا يدفعُنا هذا لتجميعِ صفوفِنا، لمقاومةِ أعدائِنا بكلِّ الطرقِ والوسائلِ والأساليبِ، وبضمنها الكفاحُ المسلّحُ؟!

سيلعنُ التاريخُ كلَّ خائنٍ ومتواطئٍ وصامتٍ وساكت.

والسؤال الثاني الذي تُمليهِ علينا ظروفُ بلدانِنا، التي تعيشُ حالةً منَ الاحتقانِ الشعبيِّ الكامِن، بسببِ ازديادِ ظروفِ الفقرِ والتهميشِ وكبتِ الحرّياتِ، وعودةِ الإمبرياليينَ إلى أسلوب الاحتلالِ المباشرِ، وإنشاءِ القواعدِ العسكريةِ، وتطبيقِ سياسةِ الحصارِ والعقوباتِ الاقتصاديّة.. والعملِ لهيكلةِ الأنظمةِ الحاكمةِ بما يخدمُ وينسجمُ معَ الإدارةِ الأمريكيةِ والصهيونية.

والسؤالُ هنا: ألا ينبغي أن يدفعَنا هذا الوضعُ إلى عودةِ التصاقِ أحزابِنا بالجماهيرِ الشعبيةِ، من خلالِ النضالِ الدؤوبِ في سبيلِ مطالبِها وقضاياها، ولحشدِ قِوانا، كأحزابٍ شيوعيّةٍ وقوى يساريّةٍ وديمقراطيةٍ في الدولِ العربيةِ، للتنسيقِ الفعليّ والفعّالِ المشتركِ فيما بينَنا على مستوى المنطقة، انطلاقاً من التنسيقِ والعملِ المشتركِ والوحدةِ بينَنا، أوّلاً في كلِّ قطرٍ وبلدٍ، للنضالِ في سبيلِ تحقيقِ المهمّتَينِ المتشابكتَينِ: مهمّةِ التحرّرِ الوطنيّ، والتحرّرِ الاجتماعيّ، مهمّةِ تحريرِ الأرضِ ومقاومةِ المشاريعِ والمخطّطاتِ الإمبرياليةِ، ومهمّةِ النضالِ من أجلِ العدالةِ الاجتماعيةِ وتلبيةِ مطالبِ الجماهيرِ الكادحةِ الفقيرة.

الرفاقُ الأعزّاء؛

نتوجّهُ باسمِ حزبِنا الشيوعيِّ السوريِّ الموحّدِ، مِنْ هُنا من بلدِ رائدِ الشهداءِ الشيوعيينَ، الرفيق فرج الله الحلو، بالدعوةِ إلى شعوبِنا العربيّة وشعوبِ العالمِ قاطبةً، مِنْ أجلِ تصعيدِ تحرّكِها والضغطِ على حكوماتِها لوقفِ مجزرةِ الإبادةِ الجماعيةِ ضدَّ شعبِنا الفلسطينيِّ، ورفعِ الصوتِ أعلى، لمواجهةِ التصعيدِ الصهيونيِّ وتهديداتِهِ بتوسيعِ العدوانِ إلى لبنان.

كما نتوجّهُ إلى جميعِ الأحزابِ الشيوعيةِ والعماليةِ والقِوى اليساريةِ والديمقراطيةِ في العالم، لزيادةِ تضامنِها معَ الشعبِ الفلسطينيِّ، ومعَ نضالِهِ المستمرّ من أجلِ نَيلِ حقوقِهِ المشروعةِ في العودةِ وتقريرِ المصير، وإقامةِ الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلّةِ وعاصمتُها القدسُ، وللتضامنِ معَ شعوبِنا العربيةِ ودعمِ نضالِها المستمرّ من أجلِ التحريرِ والحريةِ والديمقراطيةِ والعدالةِ الاجتماعيّة.

وشكراً!

آخر الأخبار