الحزب الشيوعي الأردني يدين انقلاب عسكر السودان

في محاولة يائسة للاستفراد بالسلطة واقصاء القوى السياسية جميعها، حتى تلك التي راهنت على المؤسسة العسكرية السودانية وانصاعت لمطلب تقاسم السلطة معها، دبّرت القيادة العسكرية في السودان انقلاباً صبيحة هذا اليوم الاثنين، وشنت حملة من الاعتقالات طالت عدداً من الأعضاء المدنيين في مجلس السيادة وفي الحكومة الانتقالية، لم تستثن رئيس الحكومة نفسه الذي فرضت عليه الإقامة الجبرية. وهذه الحملة مرشحة لأن تشتد وبضراوة لتشمل جميع القوى التي يمكن أن تقف في وجه الانقلابيين وتتصدى لهم.
إن الانقلاب الذي يقوده رئيس مجلس السيادة نفسه سيفاقم الأوضاع السياسية المتوترة أصلاً ويدفع البلاد نحو تعمق الصراع الذي لم يهدأ منذ الإحاطة بنظام البشير بين المؤسسة العسكرية والتيارات السياسية المدنية سواء حول ترتيبات المرحلة الانتقالية أو المرحلة اللاحقة، والتي كان من المفترض أن يجري في ظلها تفكيك النظام السياسي والاقتصادي والعسكري – الأمني السابق، والانتقال بالبلاد الى نظام ديمقراطي ودولة مدنية تنتشل البلاد من أزماتها السياسية – الاجتماعية والاقتصادية – المالية.
واليوم فإن قوى الحرية والتغيير التي راهنت على العسكر، ووثقت في وعودهم ومكنتهم من الإمساك بالسلطة، تراجع خياراتها الخاطئة ورهاناتها غير الواقعية، وهي تجد نفسها اليوم، بحكم تطورات الواقع الملموس، مضطرة الى القيام بمراجعة سريعة، تستهدف معالجة التصدعات والشروخ التي حدثت بفعل هذه الخيارات والرهانات غير الواقعية في جبهة قوى الحرية والتغيير، وإعادة تقييم المواقف في ضوء ما أفصحت عنه بجلاء تجربة العامين الماضيين، مع الأخذ بالاعتبار المواقف والتقييمات التي تثبت صحتها وبعد نظرها، والتي عبرت عنها قوى ديمقراطية سودانية عديدة، يأتي في مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني.
إن حزبنا الشيوعي الأردني يدين اقدام المؤسسة العسكرية السودانية على تدبير انقلابها العسكري على الوثيقة الدستورية والهياكل السياسية المؤقتة التي نجمت عنها بقصد التحلل من الالتزامات وخاصة بنقل رئاسة مجلس السيادة الى شخصية مدنية، ويشجب نزعتها الى الاستفراد بالسلطة واقصاء كل من يتصدى ومرشح أن يتصدى لهذه الخطوة الانقلابية التي خبر الشعب السوداني والشعوب العربية التي اكتوت بلسعات نيران الانقلابات العسكرية تبعاتها الكارثية وعواقبها الوخيمة.
كما ويطالب بوقف حملات الإرهاب والاعتقالات، وإطلاق سراح من تم اعتقالهم، والعودة سريعاً للاحتكام الى الحوار بمشاركة جميع القوى السودانية الحريصة على امن السودان واستقراره وتجنيب شعبه مزيداً من مآسي وويلات الانقلابات العسكرية.

عمان / المكتب السياسي الحزب الشيوعي الاردني

آخر الأخبار