بيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد بالذكرى الـ 76 للجلاء العظيم (17-4-2022)

يا شعب سورية العظيم

منذ ستة وسبعين عاماً، أثمرت تضحيات شعبنا وتكاتف جميع قواه السياسية والاجتماعية، وشموخ قادة ثورته الوطنية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، فارتفع العلم السوري في سماء سورية، معلناً استقلالها وسيادتها ووحدة شعبها، وكان يوم الجلاء العظيم.. عيد أعيادنا، ورمز كفاح شعبنا الأبيّ من أجل وطنٍ حرّ.. وشعب موفور الكرامة. فالمجد والخلود لثوارنا الأبطال وقادتهم الميامين، صانعي الجلاء.

في الذكرى الـ76 لجلاء المستعمر الفرنسي، تواجه بلادنا ظروفاً هي الأخطر في تاريخها المعاصر، فما زال جيشنا الوطني الباسل يواجه بقايا الإرهابيين، ويقف في مواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي التركي للأرض السورية، من أجل استعادة السيادة على كلّ شبر من تراب وطننا، وذلك في ظل حصار اقتصادي جائر وعقوبات اقتصادية ظالمة فرضتها دول التحالف المعادي لسورية وشعبها بقيادة الإمبريالية الأمريكية، لإركاع سورية، بهدف تهيئة مناخات الاستسلام والتطبيع والتنازل عن الحقوق، وتنفيذ المخطط الصهيوني الأمريكي القديم.. الجديد، الساعي إلى (شرق أوسط جديد) تحت وصاية الكيان الصهيوني. الأمريكيون يعزّزون قواعدهم العسكرية، ويسرقون النفط السوري، ويعرقلون كلّ الجهود الدولية السلمية لإنهاء الأزمة السورية، ويشجّعون بعض زعماء منظمات الشعب الكردي في المنطقة الشمالية والشرقية على المضيّ في طموحاتهم المشبوهة إلى التقسيم والانفصال.

يا أبناء سورية الأبية

لقد عانى شعبنا الصابر على مدى 12 عاماً، وفي ظل الحصار الظالم، عذاباتٍ مريرة من أجل الحصول على غذائه ودفئه ودوائه، في ظل ركود الاقتصاد الوطني، بسبب تدمير الإرهابيين لأهم القطاعات المنتجة والبنى التحتية في البلاد، فازدادت نسب البطالة والهجرة، في ظل تراجع قدرات الدولة، والانحسار التدريجي للدعم الاجتماعي، وعجز الأداء الحكومي عن إحداث أيّ تحسين في الوضع المعيشي للمواطنين، وفي ظل تحكُّم حزمة من المستوردين وبعض كبار التجار والمتحكمين في الأسواق وسماسرة الصفقات والمضاربين في الأسواق السوداء، وتحوّل نحو 80% من أبناء شعبنا إلى خانة الفقر مرغمين، في الوقت الذي تسرح فيه وتمرح فئاتٌ فاسدة، كدّست ثرواتها باستغلالها لمآسي الشعب السوري الصابر.

لقد أكد حزبنا الشيوعي السوري الموحد مراراً.. ويؤكد اليوم.. أن استمرار صمود بلادنا وشعبنا في مواجهة الاحتلال مرهونٌ بتلبية متطلبات هذا الصمود، وأهمّها تخفيف الأعباء المعيشية التي تعانيها جماهير الشعب، وبذل جهود حكومية مكثّفة لتأمين حاجاته الأساسية، والقيام بحزمة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تصبّ في جمع كلمة السوريين عبر مؤتمر وطني شامل.

إن المواطنين السوريين، رغم هذه الظروف، يدركون تماماً أن إرادتهم وتضحياتهم التي أجبرت المحتلين، منذ 76عاماً، على مغادرة الأرض السورية، هي العامل الحاسم اليوم في مواجهة هذه الصعوبات، وأن وحدتهم ووقوفهم إلى جانب جيشهم الوطني سيحقّق الانتصار النهائي على الإرهاب والعدوان والاحتلال، ويحافظ على خياراتهم الوطنية وحقوقهم السياسية والديمقراطية والاجتماعية.

فمَن واجه دبّابات الاحتلال الفرنسي، في جبل العرب والغوطة وجبال الشمال والساحل، وفي كل بقعة سورية، رافعاً شعار (الدين للّه والوطن للجميع)، قادرٌ اليوم، مستلهماً دروس الجلاء، على صنع المستقبل لأبناء الشعب السوري، وبناء سورية الديمقراطية.. العلمانية التقدمية، التي تضمّ الجميع.

عاشت الذكرى الـ 76 للجلاء العظيم.

دمشق في 17/4/2022

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد

آخر الأخبار