بيان الحزب الشيوعي السوري الموحد بمناسبة الأول من أيار يوم العمال العالمي

  1. يحتفل ملايين العمال في العالم، ويشاركهم عمال سورية، بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي، باعتباره يوماً ضد الاستغلال والاضطهاد والقمع والبطالة، ومن أجل تأمين رواتب التقاعد والطبابة والحياة الكريمة وحرية الإضراب والتنظيم وتأسيس النقابات، للدفاع عن حقوقهم، وإصدار التشريعات والقوانين التي تحميهم ووضعها قيد التنفيذ.

وفي هذا اليوم، نستذكر المواجهة الغاشمة لمظاهرات شيكاغو1886 من قبل السلطات بالنار والقتل لعمال كان ذنبهم أنهم يطالبون بيوم عمل ثماني ساعات فقط، ونستعيد النداء العالمي لماركس وإنجلز منذ عام 1848 (يا عمال العالم اتحدوا) لمواجهة الإمبريالية والاحتكارات العالمية، ولتبقى شعلة الكفاح العادل ضد الإرهاب والاعتداءات الخارجية والحصارات مستمرة في مواجهة أعداء الشعوب.

وإذا كان الأول من أيار قد حرّض أكثر على تأسيس النقابات، وكانت في البداية من أجل تحديد ساعات العمل والمطالبة بالراحة الأسبوعية والإجازة السنوية، والمطالبة بشمول العمال الزراعيين بقوانين عادلة، والحدّ من التسريح التعسفي، والنضال من أجل الحماية في حالات البطالة والمرض والشيخوخة والعجز والوفاة، إلا أنها بعد انتصار العمال والفلاحين في قيادة بلادهم عام 1917 عبر ثورة أكتوبر العظمى، وتشكيل المنظومة الاشتراكية، القطب الموازي للرأسمالية الاحتكارية العالمية، الذي فرض توازناً عالمياً، وظهور حركات التحرر العربي والعالمي منذ مطلع القرن العشرين، وبعد أن أصبح العمال في عدد من دول العالم أصحاب قرار، يبنون أوطانهم ويدافعون عن إنجازاتهم، أصبح الأول من أيار مناسبة تضامنية من أجل درء الحروب والسلام العالمي، وتكريس السيادة الوطنية، وحقّ الحياة والعمل والمواطنة،  وهذا هو حال عمال سورية، الذين ساهموا في كل المراحل التاريخية في  الدفاع عن الوطن، وفي بناء الصروح وإنجازها، والعمل لإصدار القوانين والتشريعات التي تحمي حقوقهم السياسية والنقابية.

أيها الرفاق والإخوة العمال

تأتي هذه المناسبة ووطننا لايزال يواجه بقايا الغزو الإرهابي والاحتلال الأمريكي والتركي والصهيوني، ويعاني تداعيات ما خلّفته الحرب من كوارث إنسانية واجتماعية واقتصادية كبيرة أدت الى تدمير البنى التحتية، وقوضت الكثير مما حققناه بعرق عمالنا، وأطاحت بالكثير مما أنجزته اليد العاملة السورية خلال عقود من مكتسبات ناضلت من أجلها طويلاً.

تمرّ ذكرى الأول من أيار هذا العام وأنتم تعانون من ظروف اقتصادية ومعيشية تزداد حدّةً يوماً بعد آخر، وقطاعاتنا العامة المنتجة تعاني الركود، مع استشراء الفساد والترهل الإداري، إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة وهجرة الشباب، وما نشهده من حدّة التمايز الطبقي واتساع الفقر، وانضمام العاملين بالأجر قسراً إلى خانة الفقر، فما تزال أجورهم متواضعة قياساً بالارتفاع الجنوني لأسعار جميع السلع الأساسية والخدمات.

ويرى حزبنا أن التساهل الحكومي إزاء هذا التردي في الأوضاع المعيشية لم يعد مقبولاً، وقد وجه العديد من المذكرات، وقدّم رفاقنا العديد من المداخلات في الاجتماعات النقابية لمعالجة الواقع الاقتصادي، خاصة في موضوع استمرار الدعم الاجتماعي، وتسهيل وصوله إلى مستحقيه، ويؤكّد في هذه المناسبة أنه لا بدّ من إجراءات عاجلة لزيادة الأجور، وضبط الأسواق، ومكافحة المحتكرين والفاسدين وجميع تجار الحروب، وتقديم الدعم للقطاعات العامة المنتجة لا خصخصتها، والحفاظ على الكفاءات من التسرب، وضبط الهجرة بخلق فرص عمل للشباب.

فلنجدّد النضال من أجل استقلالية النقابات والحريات النقابية، وتنويع أساليب النضال النقابي من أجل استقطاب أكبر للعاملين بأجر، خاصة بين صفوف عمال القطاع الخاص التعاوني، والتنسيق مع بقية النقابات لتشديد نضالها، للحفاظ على حقوق العمال ومكتسباتهم وتلبية مطالبهم.

– مزيداً من النضال من أجل مواجهة الاحتلال، الحفاظ على السيادة السورية، ووحدة سورية أرضاً وشعباً، ومن أجل إنهاض الاقتصاد الوطني، وتطهيره من براثن الفاسدين والبرجوازيين الطفيليين وسماسرة الاحتكارات.

-بذل كل الجهود من أجل حماية وإصلاح القطاع العام والمرافق الحيوية، خاصة في القطاعات السيادية.

تحية للأول من أيار عيد العمال العالمي، يوم تضامن عمال العالم في وجه الإمبريالية العالمية، ومن أجل مستقبل خالٍ من الاستغلال والقهر، وينعم بالسلام والعدالة.

عاشت الطبقة العاملة السورية

دمشق في  1/5/2022

الحزب الشيوعي السوري الموحد

آخر الأخبار