بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد (26/8/2022)

 

وبمتابعة اللجنة للتطورات والتحولات السياسية على الساحة الدولية، جرى التأكيد أن العالم بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لن يكون كما كان قبلها، فبدء انحسار تحكّم القطب الأمريكي بالسياسة والاقتصاد العالميين أصبح واقعاً، وبدأت تتكون تجمعات وتحالفات دولية وازنة، تتهيّأ لتعددية قطبية، ولعلاقات دولية تضمن حقّ الشعوب بتقرير مصيرها، ولعالم أكثر أمناً واستقراراً. وقد شهدنا مؤخراً نتائج زيارة بايدن لبلدان المنطقة التي لم تستجب للمساعي الأمريكية الهادفة لتوسيع التطبيع مع إسرائيل، ولا إنشاء ناتو عربي، بينما أكدت قمة طهران حقّ سيادة سورية على كامل أراضيها، ومكافحة القوى الإرهابية، وأن الطريق إلى ذلك هو سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل أراضيها.. ولكن رغم تأكيد أكثر المؤتمرات الدولية والإقليمية على وحدة سورية وسيادتها، فالسياسات الأمريكية والغربية المخاتلة تعرقل ذلك على أرض الواقع، وتشدّد الحصار والعقوبات الجائرة، وتسرق هي وأدواتها الثروات السورية.

وأكد الاجتماع ما ورد في مقررات المؤتمر الثالث عشر للحزب بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية، بالاستناد إلى الثوابت الوطنية، وطرد المحتلين الأمريكان والصهاينة والأتراك، وضمان وحدة البلاد وسيادتها التامة، وجدّد الدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل، يحدّد مستقبل البلاد ونظامها السياسي، في دولة وطنية ديمقراطية علمانية تقدمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وتوقف الاجتماع باهتمام عند الأوضاع الاقتصادية المعيشية والاجتماعية للمواطنين التي وصلت إلى مستويات متدهورة وصعبة، تنذر بمخاطر جدّية، بعد أن تخلّت الحكومة عن دورها الرعائي التنموي، وتركت الشأن الاقتصادي والمعيشي بتحكّم حزمة من المستوردين ورجال الأعمال وكبار المحتكرين للأسواق وأعوانهم من المتنفذين، فازداد التفاوت الطبقي اتساعاً بين الأثرياء والفقراء، وقد غدت أوضاع المواطنين شديدة المأسوية، ومرشّحة للتفاقم أكثر فأكثر، مما يهدّد أمن البلاد وسلامتها وصمودها في مواجهة التحدّيات الخارجية.

وأكد الاجتماع الحاجة الملحّة لمعالجة سريعة لمعضلات المواطنين، والانعطاف نحو خطة اقتصادية إنقاذية تنموية تستهدف رعاية الفئات الفقيرة والمتوسطة، وتنهض بركائز الإنتاج الأساسية في الزراعة والصناعة، وإصلاح القطاع العام وتطويره وتوسيعه، واتخاذ إجراءات حازمة في مكافحة الفساد والاحتكار ورفع الأسعار، والعمل على تأمين عودة المهجرين إلى مساكنهم، والبدء بإعادة الإعمار وتنمية البلاد وتأمين فرص العمل.

وأدان الاجتماع الغارات الصهيونية، والاعتداءات التركية على الأراضي السورية، والتي أدت إلى ارتقاء عددٍ من المواطنين السوريين الأبرياء شهداء، كما أدان قطع النظام التركي المياه عن مدينة الحسكة وريفها.

وحيّا الاجتماع صمود ونضال أهلنا في الجولان المحتل، وأعلن وقوفه إلى جانب النضال الباسل للشعب الفلسطيني من أجل تحرّره من الغاصب الصهيوني وتقرير مصيره، وحق العودة، وإقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس، وأعلن تضامنه أيضاً مع الحزب الشيوعي العراقي في نضاله من أجل الوصول لدولة المواطنة والعدالة الاجتماعية بديلاً لمنظومة المحاصصة الطائفية.

وأعلنت اللجنة المركزية تضامنها مع الأحزاب الشيوعية والعمالية في نضالها من أجل عالم خالٍ من السلاح النووي، وأكثر أمناً، ومن أجل تلبية حقوق الشعوب في دول العالم بأسره.

وأدان الاجتماع سياسات الإدارة الأمريكية ودول الناتو في توتير الأوضاع الدولية، وأعلن تضامنه مع الشعب الصيني الصديق بسيادته على كامل أراضيه في صين واحدة.

وعالج الاجتماع بعض القضايا التنظيمية واتخذ بشأنها القرارات المناسبة.

دمشق في 26/8/2022

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد

آخر الأخبار