«الشيوعي السوري الموحد» يحتفي بيوم المرأة العالمي وعيد الأم ويكرم عدداً من المناضلات

نمر يدعو لحملة تضامن مع النساء الواقعات تحت نير الاحتلال الظلامي

 

أقام المكتب النسائي ورابطة النساء السوريات في الحزب الشيوعي السوري الموحد احتفالاً بمناسبة (يوم المرأة العالمي وعيد الأم)، وذلك يوم السبت 14 آذار 2015 في مركز الأنشطة النقابية (النادي العمالي) بدمشق. افتتح الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت تكريماً لأرواح الشهداء، تلاها ترديد النشيد العربي السوري، وذلك بمشاركة ممثلي الأحزاب والاتحادات وعدد من أعضاء المكتب السياسي والنسائي للحزب، وجمهور واسع من منظمات الحزب في دمشق وريف دمشق والقنيطرة.

نمر: لا حرية للرجل دون حرية حقيقية للنساء

قدم الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد حنين نمر كلمة في مستهل الاحتفال بين فيها أن الحزب الشيوعي السوري كان من أوائل الأحزاب والحركات التقدمية التي وضعت على رأس اهتماماتها قضايا المرأة وتحررها وضرروة إسهامها في مختلف جوانب الحياة، وقال: (ناضل الحزب عبر رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة لإشراك المرأة في الحياة السياسية والانتخابات المختلفة على امتداد الجغرافيا السورية).

وأشار نمر إلى الأثر الكبيرة للرابطة على امتداد الوطن العربي والعالم التقدمي، إذ أسهمت في النضالات ضد الاستعمار والحركات التكفيرية.

كما أكد أن (لا حرية للرجل دون حرية حقيقية للنساء).

وفي ضوء الأوضاع الراهنة والعقلية الرجعية التي تسعى لإلغاء المكتسبات التي تحققت في سورية منذ الاستقلال، شدد الأمين العام للشيوعي السوري الموحد أن كل المحاولات الساعية إلى إعادة التاريخ إلى الوراء ستبوء بالفشل، مشيراً إلى الأعمال التي مارستها التنظيمات الإرهابية والتكفيرية بحق النساء، كالقمع والاضطهاد وتخويف النساء وتسليعهن، وأكثر ما يتبلور ذلك حين ينقضون على الأدوار الاجتماعية للنساء ويقضون عليها.

وقال نمر: (إن النساء اليوم في وضع لا يُحسدْنَ عليه أبداً، ولذا مهمة الحركات التقدمية المحلية والعربية والعالمية أن تنظم حملة للتضامن مع النساء الواقعات تحت نير الاحتلال الظلامي الغاشم)، مؤكداً أن ذلك سيكون له أثر كبير في حياة المرأة.

وأضاف: (إننا واثقون أن تجربتنا اليوم على الرغم من قساوتها ومراراتها ستولد النقيض الوطني التقدمي الديمقراطي، وستنعم المرأة السورية بحقوقها كاملة أسوة بالبلدان الأخرى، وستواصل نساؤنا مسيرة المرأة العربية المناضلة في طريق النضال الاجتماعي الديمقراطي.

حسني: المرأة وحدها قادرة على لأم الجرح السوري

وقدمت الرفيقة وفيقة حسني، كلمة المكتب النسائي ورابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة، قالت فيها: (أقبل عيد المرأة العالمي ونحن نعيش زلزالاً يهدف لاقتلاع كل ما بُني عبر التطور الإنساني في حياة وطننا)، وأضافت: (كنا نحتفل بيوم المرأة لشهيدات قضين في سبيل حقوق المرأة العاملة، كنا نحتفل بالثامن من آذار تخليداً لشرارة انطلاق أول ثورة نسائية صارخة ضد العنف والتمييز عام ،1857 واليوم نحتفل بالربيع والشهداء شهداؤنا، والوطن المهدد وطننا، والمعركة ضد طيور الظلام معركتنا).

وأشارت حسني إلى اختلاف ملامح نضال المرأة السورية اليوم، فهي رغم أنها ظلت منتصبة القامة ولكنها في ظل هذه الحرب القذرة تعرضت لكل أشكال الانتهاكات من تهجير وتخويف وتعذيب وبيع وقتل واغتصاب فردي أو جماعي، كما أن المرأة السورية فقدت أباً أو زوجاً أو ابناً، وتعرض الآلاف من أبنائها للخطف والتعذيب والتنكيل، أيضاً تركت المرأة بيتها وجنى عمرها باحثة عن مأوى في الداخل أو الخارج، تنتظر فتات عطاءات وهبات. وأكدت حسني أن الحرب تركت جراحات لن تندمل لأمد طويل.

ورأت الرفيقة حسني أن الأهم من كل ذلك هو إخراج المرأة من دائرة القرار.

وقالت: (همش الصراع القائم في سورية تاريخ المرأة السورية في المجتمع المدني الطويل… ولم تكن المرأة شريكاً فاعلاً على أهم الجبهات، لأن التهميش تقف وراءه آلة حرب جهنمية وتمويلات غير مسبوقة ضمن أجندات خارجية بأيد عربية لا تريد ضمن هذا السيناريو الشيطاني أن يكون هناك دور للمرأة العربية السورية، لأن هذه القوى أرادت أن تسدل الظلام على العقول النسائية لتستطيع أن تعتقل الفكر والوطن والإنسان).

وأكدت الرفيقة حسني أنه على الرغم من كل ما تم العمل عليه من الخارج إلا أن المرأة السورية مازالت تكمل مشوارها وتنطلق بجدية بعيداً عن الأضواء لتعمل كل واحدة في مجالها وحيث توجد، وذلك لبناء نموذج حضاري جديد يعالج كل أشكال الانقسامات الفئوية والطائفية ويقرب الأخوة من بعضهم، لأنها هي وحدها القادرة على لئم الجرح.

نبوّه: للرفيقات المكرمات تاريخ نضالي عريق

وألقت الرفيقة زينب نبوّه، عضوة اللجنة المركزية للحزب، كلمة باسم الرفيقات المكرمات، شكرت عبرها قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد ورابطة النساء السوريات على لفتتهما بتكريم عدد من المناضلات اللاتي قدمن أجمل سنوات عمرهن في النضال من أجل حياة أفضل لشعبنا نساء ورجالاً. وقالت: (كل واحدة من المكرمات -وكلهن مناضلات باسلات- لها تاريخ عريق في النضال الوطني والطبقي والاجتماعي على الساحة السورية، وفي حياة كل مناضلة أحداث هامة عاشتها في ظروف محددة، وكانت فاعلة ومؤثرة دائماً لخير المجتمع وتقدمه، وخاصة قضايا المرأة).

عيسى: تمكين المرأة ضرورة لنهوض المجتمع

وأكدت الدكتورة دلال عيسى أن المرأة كانت على مرِّ العصور المتضرر الأول من الأزمات، مشيرة إلى زواج الصغيرات تحت مسمى الحماية، إضافة إلى الطلاق والمعاناة التي تتكبدها المرأة بسببه، كما أشارت إلى فقدان المرأة زوجها في سن الشباب فأصبحت تعاني مع أطفالها من العوز وعدم الاستقرار.

ومن ناحية أخرى أشارت د.عيسى إلى قيام بعض النساء بنقل المال والسلاح والمخدرات، (فاشتركت المرأة بالإجرام من حيث تدري أو لا تدري، وساهمت بإيذاء نفسها والمجتمع).

وطالبت بـ(العمل على تمكين المرأة لانعكاس ذلك على المجتمع ككل، مؤكدة أن المرأة نصف المجتمع وهي أم للنصف الآخر).

 

كما قدم الشاعر عبد الناصر سعيد مجموعة قصائد عن المرأة، ومنها قصيدته (الأم وعيد المرأة) وجاء فيها:

بعيديكِ تحفز الربا يزهر الزهر ..|.. ويأتي لنا الالهام.. ينبثق الشعر

فيا مصدر الالهام والدفء والندى ..|.. ويا شمعة الإنقاذ إن أظلم الدهر

سلاماً.. وإجلالاً.. وعذراً لأننا ..|.. ذكور تعودنا التسلط.. لا فخر

وما الذنب كلياً عليناً وإنما ..|.. هو الجهل والتجيل والكبت والقهر

وأنتنّ أدرى بالحياة وظلمها ..|.. وأعمق إحساساً.. وهذا هو السر

ولكن هذا اليوم يوم احتفالنا ..|.. يغرد فيه القلب.. ينتظر الفكر

تحية حب يا رفيقات دربنا ..|.. لأنتن خير الناس إن صنف الخير

وقدم الشاعر طعان تجرة فقرة زجل تضمنت مجموعة من القصائد، كما قام الرفيق بشار خريستين بعزف عدد من الأغاني التراثية والأناشيد الوطنية والحزبية.

الرفيقات المكرمات:

وقام الرفيق حنين نمر بتكريم عدد من الرفيقات اللواتي قضين سنوات طويلة من اعمارهن في الحزب في الدفاع عن قضايا المجتمع وحقوق المرأة وتركن بصمة مميزة في مسيرتهن النضالية:

الرفيقة زينب نبوّه، الرفيقة لويزا عيسى، الرفيقة زكية جلاحج، الرفيقة أميمة ظاظا، الرفيقة دولة داوود، الرفيقة لطيفة دندن، الرفيقة جورجيت كاترينا، الرفيقة نديمة يسوف، الرفيقة أسماء الصالح، الرفيقة نجاح ساعاتي، الرفيقة ماري منصور، الرفيقة نضال غزال.

رابطة النساء السوريات لحماية الطفولة والأمومة:

تأسست الرابطة عام 1948 وعملت كمنظمة نسائية تناضل من أجل حقوق المرأة والأسرة والمجتمع، ومنذ مؤتمرها الأول عام 1953 رسمت الرابطة أهدافها ومنها: العمل على زيادة دور جماهير النساء في حياة البلاد من خلال رفع مستواهن الثقافي والاجتماعي والسياسي، وتطبيق التعليم الالزامي للإناث والذكور، والعمل على محو الأمية المنتشرة في أوساط النساء، توفير دور الحضانة ورياض الأطفال، وإيجاد المراكز الصحية في الريف.

وخلال السنوات السبع والستين الماضية عملت الرابطة على الدفاع عن حقوق المرأة السورية الكادحة في الريف والمدينة من أجل ترسيخ النهج الديمقراطي في البلاد، وعملت في مجالات مختلفة تخدم التوازن الصحي في المجتمع الذكوري، فقد عملت بدأب ضد التمييز الموجه ضد المرأة بكل أشكاله القانونية والاجتماعية والإنسانية. كما تعاونت الرابطة مع التنظيمات النسائية المحلية والعربية والعالمية.

حازت الرابطة عام 1970 على وسام أوجيني كوتون، وهو باسم عالمة الفيزياء التي كانت رئيسة للاتحاد الديمقراطي النسائي العالمي.

آخر الأخبار