وحدة الشيوعيين السوريين.. أولاً وثانياً وثالثاً!

نقترب يوماً بعد يوم من الاحتفال بذكرى مناسبة عزيزة على قلوب جميع الوطنيين المخلصين، الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.

نقترب نحو هذه الذكرى في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد على جميع الأصعدة، بفعل عوامل وأسباب عديدة، أخطرها السياسات الإمبريالية الأمريكية الاستعمارية المتشبثة بأحادية القطب الأمريكي وتفرّده، مستخدمةً كلّ أشكال العدوان، من حروب وضغوط وعقوبات وحصار اقتصادي جائر ودعم وحماية- بل مشاركة فعلية- مع القوى العنصرية المجرمة، وعلى رأسها الكيان الصهيوني، في حرب الإبادة التي يشنّها ضد الشعب الفلسطيني، في إطار مشروعه للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وبضمنه بلادنا سورية.

في ظل هذه التهديدات والمخاطر، مضافاً إليها ضرورة استمرار النضال في سبيل تلبية متطلبات أبناء شعبنا الاقتصادية والمعيشية، تبرز، بل وتلحّ، أكثر من أيّ وقتٍ مضى- مسألة وحدة الشيوعيين السوريين.

إن هذه المهمة لا تزال في مقدّمة المهامّ، بل هي أولاً وثانياً وثالثاً، وقد أقرّتها مؤتمرات الحزب، وأقرّها ما جاء في قرارات مؤتمرنا الثالث عشر في عام 2019، الذي اعتبرها هدفاً نبيلاً ومهمة أولية ومطلوبة من الشيوعيين وأصدقائهم.

ومن هذا المنطلق قدّم حزبنا العديد من المبادرات، كما سعى للعمل المشترك والتنسيق الواسع مع أطياف الحركة الشيوعية في سورية، لمصلحة النضال الوطني والطبقي، ومن أجل مصلحة الشعب.

إننا نؤكد اليوم، ما أكدته التطورات من أن ما يوحّد بين فصائل الحركة الشيوعية السورية، لتنفيذ المهام الوطنية والطبقية الراهنة، ولمواجهة التحديات والتصدي للمخاطر التي تجابه بلادنا وأبناء شعبنا، هو أكبر وأهمّ بكثير من التباين في الرأي حول بعض القضايا، وأكبر كذلك من الأسباب الذاتية لدى البعض.

وفي هذا الإطار، نؤكّد ما سبق أن أعلنّاه أكثر من مرّة: إننا على استعداد أن نكون جنوداً مخلصين في حزبٍ قويّ وفاعل ومؤثّر، في حزب شيوعيّ واحد موحّد.

وإننا على يقين بأن الشيوعيين الذين استطاعوا تحقيق خطوات توحيدية هامة في عام 1987 في المؤتمر السادس، وفي عام 1991 في المؤتمر السابع الموحد، وغيرها من الخطوات التوحيدية التي أثمرت بدمج الرفاق في نضال واحد مشترك، هؤلاء قادرون أن يحقّقوا الوحدة الكبرى بين جميع الشيوعيين السوريين (من هم داخل التنظيمات وخارجها)، وخاصة في هذه الظروف التي يزداد فيها حدّةً وشراسةً الهجومُ الاستعماري الصهيوني – الأمريكي الرجعي على بلادنا، وتزداد فيها، وفي الوقت نفسه، حاجة أبناء شعبنا، وكادحي بلادنا، إلى حزبٍ يدافع عن مصالحهم، ويناضل في سبيل نيل حقوقهم، والحفاظ على مكاسبهم، وتبنّي قضاياهم.

ونؤكد هنا ما قلناه سابقاً: إن حماية البلاد والدفاع عنها وعن مصالح الجماهير الكادحة، وعن الفكر العلماني التقدمي الاشتراكي، تقتضي حشد جميع الطاقات الوطنية المخلصة، جميع القوى اليسارية والتقدمية، وهذا يُملي علينا ويدفعنا كشيوعيين- أكثر من أيّ وقت مضى- للتقارب أكثر والتنسيق والعمل المشترك، والقيام بخطوات أوّليّة عمليّة باتجاه تحقيق الاندماج التنظيمي في حزب شيوعي واحد وموحّد، حزب قوي وفاعل يمتدّ على ساحة الوطن، ويدافع بكلّ قوّة وعزم عن مصالح أبناء الوطن.

ومما لا شك فيه أن هذه الوحدة ستكون أجمل هدية يقدّمها الشيوعيون السوريون لأبناء الشعب السوري.
إن قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد تتوجه إلى جميع الشيوعيين السوريين (داخل التنظيمات الحزبية وخارجها) لبذل الجهود المخلصة، وتقديم المقترحات الملموسة، لتحقيق هذا الهدف السامي: (وحدة الشيوعيين السوريين).

فإلى مزيد من الأمل والعزم والعمل الدؤوب لتحقيق هذا الهدف، ولإبقاء راية الشعب والوطن والحزب خفّاقة، وعلى أمل أن نُشعل شموع الذكرى المئوية مجتمعين ومتّحدين.

آخر الأخبار