افتتاحية العدد 1093 من جريدة (النور) | القرار والعدل.. والفاشية الصهيونية

أصدرت محكمة العدل الدولية قرارها بشأن الدعوى التي أقامتها دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، بعد ارتكابها المجازر الدموية بحقّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية.

صحيح أن هذا القرار لم يطلب، بوضوح، وقف الحرب على غزة، لكنه من جانب آخر أدان دموية الممارسات الصهيونية اليومية بحقّ الشعب الفلسطيني، وطالب الكيان الصهيوني بعدم اللجوء إلى حرب الإبادة، والتجويع، والتهجير، وطالب المجتمع الدولي بتقديم العون لأهالي غزة في الظروف المأسوية التي أراد الاحتلال الصهيوني من خلالها كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وإنهاء كلّ مقاومة لمخططاته في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد تهجير أصحابها الأصليين.

هل حمل هذا القرار العدل للشعب الفلسطيني؟

وهل تستطيع محكمة العدل الدولية إحقاق العدل، في وقت تتلاعب فيه الإدارة الأمريكية بمصائر الشعوب، وتهمّش أيّ حقوق مشروعة تستند إلى العدل؟

هل بدر عن الكيان الصهيوني، منذ بداية غزوه للأرض الفلسطينية، أيَّ مؤشّر يدلّ على التزامه بالحقوق واستجابته لقرارات المنظمات الدولية؟!

هل نذكّر بالقرارات التي تحولت إلى صفحات صفراء في أدراج الكيان الصهيوني، والتي تطالبه بإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلّة على الأرض الفلسطينية؟!

وهل نذكّر بالقرارات الدولية التي تدين الاحتلال الصهيوني لضمّه الجولان السوري المحتل، وعدم الاعتراف بهذا الضمّ، واستمرار تحدّيه، بتشجيع من الأمريكيين على جميع القرارات الدولية؟

هل نذكّر بتحدّي الكيان الصهيوني للضمير الإنساني العالمي بوقف المجازر التي مازال يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى؟

استمرار التحدّي والمقاومة.. إنها كلمة السرّ في المسألة الفلسطينية، ينبغي أن تستمرّ مواجهة الصهاينة، عليهم أن ينزلوا إلى الملاجئ، عليهم أن يخافوا من الغضب الفلسطيني، عليهم أن يطلبوا النجدة، وهذا ما على المقاومة الفلسطينية أن تتوحّد لتحقيقه، وهذا ما بدأته المقاومة في عملية (طوفان الأقصى).

شكراً.. يا جنوب إفريقيا، لتحسّسكم آلام الشعب الفلسطيني، ومبادرتكم باستصدار هذا القرار من هذا المحفل الدوليّ المهمّ، قرار يدين فاشيّةَ الكيان الصهيوني وإجرامه، في وقت تتهاوى فيه إلى الحضيض أحاسيس ومشاعر بعض ذوي القربى، المطبّلين بالحقوق الفلسطينية وراء الميكروفونات وعلى صفحات الجرائد، وفي استديوهات الميديا العالمية.

كلّ الدعم والمساندة والتضامن مع الشعب الفلسطيني.. مع المقاومة، كي يصل الوجع إلى كلّ مسامّ في الجسد الصهيوني.

أما العدل.. فيتحقّق حين يرفرف العلم الفلسطيني في سماء الدولة الفلسطينية الحرّة المستقلّة، على الأرض الفلسطينية.

آخر الأخبار