بين (الردّ) والإبادة اليومية للشعب الفلسطيني
العدوان الصهيوني على إيران ولبنان، واغتيال المناضلين هنيّة وشكر، وما خلّفه من تداعيات دولية وإقليمية، احتل المقام الأبرز، لا في الميديا العالمية فقط، بل في تحركات الولايات المتحدة والدول الأوربية الدبلوماسية من أجل احتواء ردود الفعل تجاه هذا العدوان ونتائجه، وأصبح الجهد الأمريكي والوساطات الأوربية وبعض الوساطات العربية تحتل الصفحات الأولى في الصحف، والخبر الأبرز في نشرات الأخبار الدولية والعربية، في الوقت الذي كانت فيه آلة الحرب الصهيونية تحصد مئات جديدة من الفلسطينيين يومياً، وتحول منازلهم ومراكز اللجوء إلى ركام، وذلك في سياق المخطط الأمريكي – الصهيوني لإفراغ قطاع غزة، وتهجير سكانه تمهيداً لتوسيع الاستيطان الصهيوني، ولجم أي (أوهام) حول مبدأ (الدولتين) الذي مازالت الإدارة الأمريكية (تضحك) به على عقول بعض القيادات الفلسطينية والعربية.
في حديثها لوكالات الأنباء والصحافة، قالت رئيس إحدى لجان المستوطنين الصهاينة: (لقد وعدتنا الحكومة بتسليمنا أراضي قطاع غزة قريباً لنبدأ بإنشاء المستوطنات، تصاميم الإنشاء جاهزة، وكذلك الأموال، أما سكان غزة من الفلسطينيين فسيهجرون إلى العراق، إلى اليمن، إلى أوربا لا نهتم بذلك).
رد إيران والمقاومة اللبنانية على الجريمة الصهيونية، أمر يتعلق بإرادتهما وتقديرهما، ولا ريب أنه آتٍ.. لكنه مهما تسبب به من أضرار للكيان الصهيوني، لن يوازي الموت والهدم والتهجير وحرب الإبادة الشاملة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في كل يوم.
ليس هناك متسع من الوقت للتشاور.. والبحث.. ودراسة الأوضاع، فلتتوحد جهود الجميع، لا من أجل فلسطين والشعب الفلسطيني فقط، بل من أجل شعوبنا العربية وشعوب المنطقة برمتها، فالاستباحة الصهيونية لن تستثني أحداً.