قرنٌ من النضال.. ومستمرّون
بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري تتوجه قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد إلى جميع الشيوعيين وأصدقائهم وإلى جماهير شعبنا الأبي بالتحية والتهنئة بهذه المناسبة الغالية على قلب كلّ وطني شريف.
مئة عام من النضال في الدفاع عن الوطن، وصون وحدته واستقلاله.
مئة عام من النضال في سبيل حقوق ومطالب الجماهير الكادحة.
مئة عام من العمل الجاد في نشر الفكر التنويري والتقدمي والإنساني والثقافة الوطنية، وبناء المنشآت والمؤسسات الاقتصادية والخدمية.
مئة عام من النضال في سبيل العدالة الاجتماعية، والوحدة العربية، والاشتراكية، وفي سبيل عالم أفضل.
مئة عام ومستمرّون من أجل وطنٍ حرّ وشعبٍ سعيد.
الرفاق والأصدقاء
ونحن نستقبل هذه المناسبة بمزيج من الفرح والألم، تمرّ منطقتنا وبلادنا بشكل خاص بمنعطف جدّيّ، يحمل الكثير من الاحتمالات والتوقعات، وهذا يتطلب منا المزيد من الحكمة والشجاعة والحزم، مزيداً من الصمود والتضحية، مزيداً من حشد الطاقات وبذل الجهود لإفشال المشروع الصهيوني ـ الأمريكي الغاشم، وإلحاق الهزيمة به وبدُعاته ورُعاته، ونحن على يقين بأن النصر كان ومازال ويبقى حليف المناضلين المخلصين.
وهذا يدعونا، اليوم وبهذه المناسبة أكثر من أيّ وقت مضى، إلى تحمّل مسؤولياتنا التاريخية، وتقديم كلّ ما لدينا من إمكانيات وقدرات، لنعطي لهذه المناسبة الغالية كلّ ما تستحق من الاهتمام والتقدير، فهي وبقدر ما تشكّل من امتدادٍ طبيعيّ للتاريخ النضالي المجيد لحزبنا، تشكّل في الوقت ذاته محطّةً نضاليّةً للتطلّع نحو المستقبل.
وبقدر ما هي وقفةٌ لاستذكار الماضي المجيد، هي محطة للنهوض بالعمل من أجل القادم من الأيام.
إن إحياء الذكرى ليس لنذكر الماضي، بكل ما فيه من نجاحات وإخفاقات، بكل ما فيه من تضحيات وبطولات، بل هي وقفة لرؤية المستقبل الذي يفرض علينا ربط الماضي بالحاضر، والاستفادة من الحاضر لبناء المستقبل.
وكما كانت ولادة حزبنا ضرورةً وطنية تاريخية، تطلّبتها تطورات البلاد، ولادةً تضافرت عليها علوم الأرض وحاجات الناس، فإن وجوده واستمراره وتطوّره، اليوم، حاجةٌ موضوعية يفرضها صيانة الاستقلال الوطني، والنضال الطبقي والاجتماعي، حاجةٌ وضرورة يتطلبها هذا الحاضر الشديد التعقيد والخطورة، كما يتطلبها المستقبل بكل ما يحمل من مستجدّات وتطورات.
من هذا المنطلق، ومن هذه الرؤية نريد أن يشكّل إحياء هذه الذكرى واقعة حقيقية، تساعد في تقوية دور الحزب، ليكون أكثر فاعليّةً وأثراً في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد، من خلال الرؤية الواضحة لمجريات الأمور وتحليلها، والاستمرار في اتخاذ المواقف المبدئية الصحيحة على كافة الأصعدة، والنضال بكل شجاعة وحزم في سبيل تحقيقها، وفي مقدمتها المساهمة الفعالة في تعزيز صمود سورية وسيادتها، وتحرير كلّ شبر محتلّ من أراضيها ومكافحة الإرهاب، والفساد، وتلبية حاجات الناس ومطالبهم، وتعزيز الوحدة الوطنية، عبر العمل الجاد لإخراج البلاد من أزمتها التي طالت كثيراً، من خلال عقد مؤتمر وطني واسع وشامل يضم جميع الأطياف السياسية والاجتماعية الوطنية، ويمهّد لإصلاحٍ سياسيّ واقتصاديّ واجتماعيّ، ويطلق الطاقات السورية باتجاه مستقبل يليق بطموحات الشعب السوري وتضحياته.
مئة عام من النضال المتواصل سياسياً واجتماعياً وطبقياً ونقابياً وفكرياً وثقافياً… إنها مسيرةٌ طويلة ومشرّفة لآلاف الشيوعيين السوريين جيلاً بعد جيل وعاماً بعد عام. فالتحية كلّ التحية لأبناء شعبنا الصامد، للروّاد الأوائل، لشهداء الوطن والحزب، لشهداء فلسطين ولبنان ولجميع شهداء المقاومة البواسل، ولجميع من يواجهون بمختلف الوسائل والسبل كلّ أشكال الاحتلال والإرهاب والاستغلال والاستبداد.
وإننا إذ نتوجه بالتهنئة الحارّة لجميع الشيوعيين السوريين داخل التنظيمات وخارجها، نأمل أن تكون هذه المناسبة الخالدة دافعاً قوياً وفعّالاً لوحدة الشيوعيين السوريين، وحافزاً لكل رفيق، لكل شيوعي وصديق، أينما كان مكانه، لتطوير عمل الحزب ودفعه إلى الأمام.
لنعزّز حاضر حزبنا ونطوّره من أجل بناء مستقبل أفضل وأكمل لوطننا وأبناء شعبنا، ونحو مئوية جديدة لأجيال جديدة تكمل المشوار وهي رافعة راية النضال من أجل وطن حرّ وشعب سعيد.
عاشت ذكرى تأسيس الحزب، وعاش حزبنا الشيوعي السوري الموحّد!