افتتاحية العدد (1072) من جريدة “النور” | الوطن في محنة واليأس ممنوع

لن نعود كثيراً إلى الوراء، فالجميع بات متأكداً أن ما تلا (الدورة الاستثنائية) لمجلس الشعب، وقرارات الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية عبرت ودون مواربة عن استخفاف الحكومة بمعاناة الفئات الفقيرة، التي باتت تبحث عن اللقمة، فهذه القرارات أدت إلى (تسونامي) لم يُبقِ سلعةً أو خدمة إلا وحوّلها إلى سياط تلهب ظهر المواطن.

فهل نستغرب بعد ذلك أن يعبّر بعض من اكتووا بسنوات الجمر الطويلة عن غضبهم وشجبهم لقرارات الحكومة بالوقفات الاحتجاجية والتظاهر السلمي؟

أم نسارع إلى الارتقاء بوعي المواطن الملدوع من ألف جمر وجمر، والعمل بكل الوسائل لتصحيح المسار الاقتصادي في ظرف لا يحتمل التجربة.. والخطأ؟

إن استغلال غضب المواطنين الذين باتوا في قعر خندق الفقر والفقر المدقع لإعادة إنتاج سيناريوهات الفتن، وطرح الشعارات المحرضة على التقسيم.. واستحضار الدول (الحليفة)، ورفع الأعلام المذهبية والمناطقية، ليس ملاقاة لهموم المواطن المتألم.. الصابر، بل استغلال تلك الهموم لإنتاج هموم أشدّ قسوة وأكثر إيلاماً.

التحدي الأكبر للمشروع الأمريكي – الصهيوني للمنطقة، كان هو بقاء الدولة السورية.. واستمرارها.. رغم جميع الوسائل التي ابتدعتها مخيلات المعاقِبين والمحاصرين والسارقين لثرواتها، وما تفعله الإدارة الأمريكية اليوم جهاراً وعلناً هو تكثيف الضغوط العسكرية والاقتصادية، وأيضاً قيادة الهجوم الإعلامي واللوجستي التحريضي في الداخل السوري، بهدف تهيئة المناخات الملائمة لإنتاج الفتن، وهدم جميع الثوابت الوطنية السورية.

هذا ما علينا جميعاً إدراكه جيداً، ونحن هنا لا (نؤستذ)، بل نشير إلى أن التباطؤ في تأمين مستلزمات مقاومة المخطط الأمريكي – الصهيوني، سندفع ثمنه غالياً.

الوطن في محنة، والمواطن السوري يتألم، وهذا ما يتطلب_ كما أكدنا نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، وأكد غيرنا أيضاً_ ضرورة تنفيذ حزمة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تصحح المسارات، وتتوجه نحو دعم المواطن السوري الذي ضحى بأغلى ما يملك في المواجهة مع الإرهابيين خلال سنوات صعبة.. صعبة.. وكم ستكون هذه الإصلاحات ملبية لطموح المواطنين حين تخرج معبّرة عن وحدة السوريين عبر حوار شامل وواسع، يضم القوى السياسية والاجتماعية والاثنية.

مع سورية.. والمواطنين السوريين لإنجاح الحل السياسي لأزمتنا الكارثية، بالاستناد إلى الثوابت الوطنية المتمثلة بالسيادة.. وطرد الاحتلال الأمريكي والتركي، ووحدة سورية أرضاً وشعباً.

الوطن في محنة.. واليأس ممنوع.

آخر الأخبار