افتتاحية العدد 1078 من جريدة (النور) | (طوفان الأقصى).. لاسترداد الحقوق.. ولجم التطبيع

لن أبالغ إذا أكدت هنا أن كل مواطن سوري شعر أن صواريخ المقاومة الفلسطينية ورصاص بنادقها، كانت تقتصّ من إرهابيي مجزرة الكلية الحربية في حمص، فالمرجع واحد، والداعم واحد، والهدف واحد.

لقد وضعت عملية (طوفان الأقصى) حداً لغطرسة طغمة من الفاشيين المتطرفين المعادين لكل ما هو إنساني، في عالم يبحث.. ويناضل من أجل مستقبل آمن للبشرية بأسرها، وأثارت في الوقت ذاته أسئلة أمام بعض الأشقاء وأيضاً أمام المجتمع الدولي بأسره:

1- إلى متى يستمر طغيان الكيان الصهيوني المدعوم من قلعة الإمبريالية العالمية، وتنكره للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير؟

2- إلى متى يجري البحث عن اتفاقات هامشية- جزئية، تهمّش الهدف الأسمى للشعب الفلسطيني، وتدعم عنصرية وفاشية الكيان الصهيوني؟

3- هل مازال البعض يفصل بين المخطط الذي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها تنفيذه في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وعملقة الكيان الصهيوني ليصبح مارد هذه المنطقة، ويستبيحها أمنياً واقتصادياً تنفيذاً للمصالح الأمريكية ولجماً لأي صحوة عربية مناهضة للإمبريالية والصهيونية؟

4- أيّ تطبيع يسعى إليه بعض الأشقاء مع كيان لا يعترف بالقيم الإنسانية والحضارية، تقوده طغمة فاشية تقضم الأرض الفلسطينية في كل يوم، وتنتهك المقدسات، وتحول الشعب الفلسطيني إلى أسير في وطنه.

لن نستعجل في الحديث عن تداعيات العملية الفلسطينية، فما تزال صواريخ المقاومين وبنادقهم وسكاكينهم تفعل فعلها، وما يزال الكيان الصهيوني غير مستوعب لآثار الصدمة الكبيرة، لكننا أمام مشهد لم نشاهد ما يماثله منذ خمسين عاماً، حين أصيب قادة الكيان الصهيوني بالذهول بعد اقتحام الجنود السوريين والمصريين استحكامات العدو في حرب تشرين الوطنية.

ما من مرحلة تتطلب وحدة الصف الفلسطيني كما تحتاجه المرحلة الحالية، فأي خلاف أو تباين يتلاشى أمام قدسية الفعل الفلسطيني العظيم الذي هزّ قادة الكيان الصهيوني وأبكاهم، وأعاد الأمل باقتراب إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، وإنشاء دولته على أرضه وعاصمتها القدس.

إن شعبنا الذي يواجه اليوم بقايا الإرهابيين والاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للأرض السورية، ويقاوم التقسيم والحصار والأوضاع المعيشية المأسوية، يقف إلى جانب أشقائه في فلسطين، فالمعركة واحدة والنصر لن يكون لأعداء الإنسانية، بل للمدافعين عن أوطانهم.. وحقوقهم.

آخر الأخبار