ندوة في اللاذقية

افتتح الندوة الرفيق منير خليل (أمين اللجنة المنطقية) بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الوطن والحزب، وبالنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية، وبعد ذلك رحب بالحضور وبممثلي أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وممثلي الفصائل الفلسطينية، كما رحب بالأمين العام لحزبنا الشيوعي السوري الموحد الرفيق نجم خريط، وذكر (أننا نلتقي اليوم لإحياء هذه المناسبات الوطنية والأممية العزيزة على قلوبنا جميعاً.

وقدم الرفيق أمين اللجنة المنطقية لمحة عن الثورات الوطنية السورية التي اشتعلت في كل أنحاء سورية ضد الاحتلال الفرنسي، ابتداء من ثورة الشيخ صالح العلي عام 1918 في جبال الساحل السوري مروراً بمعركة ميسلون عام 1920 التي استشهد فيها وزير الحربية يوسف العظمة ورفاقه الأبطال من الجيش الوطني السوري دفاعاً عن سورية الأبية، واندلعت بعدها الثورات في كل مكان من سورية الحبيبة، ثورة إبراهيم هنانو وأحمد مريود وحسن الخراط وغيرها إلى أن تُوّجت هذه الثورات بالثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، ولم تتوقف الثورات والإضرابات والاعتصامات والمظاهرات حتى تحقق الجلاء العظيم وأعلن الاستقلال التام في 17 نيسان من عام 1946 وأصبح عيد الأعياد الوطنية السورية.

وتطرق الرفيق أمين اللجنة المنطقية في كلمته إلى مقاومة شعبنا السوري للاحتلال العثماني وسقوط العديد من الشهداء، توّجت بشهداء 6 أيار عام 1916 في دمشق وبيروت، واستمرّت قوافل الشهداء في كل مرحلة ومفصل من تاريخ سورية النضالي الوطني الكبير.

واستعرضت الكلمة نضال الطبقة العاملة العالمية في مقاومة الرأسمالية والإمبريالية في كل دول العالم ابتداءً من شيكاغو عام 1886 وسقوط العديد من الشهداء العمال، وتخليداً لهم اعتُبر الأول من أيار عيد العمال العالمي.

وأشار الرفيق أمين اللجنة المنطقية للحزب باللاذقية إلى أن البشرية احتفلت بالأمس 9/5 بذكرى عيد النصر الكبير على النازية والفاشية من قبل الجيش الأحمر السوفياتي وبقية الحلفاء.

وأضاف الرفيق أمين المنظمة أن ما يميز هذه الاحتفالات هذا العام أنها تتزامن مع احتفالات حزبنا بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري ونضاله الكبير إلى جانب القوى الوطنية والتقدمية في البلاد.

بعد ذلك تحدث الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد الرفيق نجم خريط، فنقل تحيات الرفاق في قيادة الحزب للرفاق والأصدقاء في منظمة اللاذقية، وتهنئتهم بهذه المناسبات الغالية على قلوبنا جميعاً.

كما تحدث بشكل مفصل عن أهم التطورات السياسية على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي وأن كل الصراعات العالمية والإقليمية تنعكس على الساحة السورية.. كما تحدث عن معاناة الشعب السوري في كل المجالات.. وأن المعركة لم تنتهِ بعدُ، فداعش ما تزال تُدعم من قبل الغرب وأمريكا. ومازال الحصار الاقتصادي قائماً، كما أن السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة تؤثر سلباً على الحياة المعيشية للمواطنين.. وما يهمّنا ونسعى إليه هو تحسين الحياة المعيشية لشعبنا السوري.

كما تحدث الرفيق الأمين العام عن المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني البطل الصامد في غزة، وأن الحكام العرب خذلوا هذا الشعب ولم يقفوا معه كما يجب، وبعض الحكومات العربية التي لها علاقات مع الكيان لم تقم لا بقطع العلاقات ولا طرد السفراء، كما فعلت بعض الدول في العالم.

طوفان الأقصى مستمر والشعب الفلسطيني لن يقبل بأقل من أن ينال حقوقه المشروعة.. ونتنياهو لم يستطع أن يحقق أي شيء غير ارتكاب المزيد من المجازر.

العالم فعلاً تغيّر وهناك ثلاث قوى تفرض إيقاعها هي المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية، وهذه المقاومات ترعب أمريكا وعملاءها.

بعد ذلك أُفسح المجال للحضور للمناقشة والحوار عبر مداخلات وأسئلة قدّموها للرفيق الأمين العام، فقام بالإجابة عنها وأكد أنه يجب أن لا نصل إلى مرحلة اليأس لأن الحرية والعيش بكرامة وطنية تحتاج إلى تضحية وأضاف: نعم، عملية طوقان الأقصى عملت فرزاً واضحاً بين من هو مع المقاومة ومن هو ضدها.

الوضع السوري يجب أن لا نراه من زاوية واحدة فقط، لأن الدور الأمريكي والغربي القذر واضح فيما نعانيه، وهي تقف عملياً خلف محاولات التقسيم التي تجري شمال وشرق البلاد امتداداً للجنوب، والحرب ماتزال مستمرة على سورية، وهذا يتطلب توحيد كل الجهود وحشد كل الإمكانيات لمجابهة هذه التحديات التي تتطلب وحدة الشعب السوري بشكل عام ووحدة اليسار بشكل خاص ولاسيما وحدة الشيوعيين السوريين، ومن هذا المنبر نجدد الدعوة اليوم لوحدة الشيوعيين واليساريين، وعلى الأقل أن يتم التشاور والتنسيق وإقامة الفعاليات بشكل مشترك لما له من أهمية اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وختم الرفيق الأمين العام الحوار متمنياً أن تكون احتفالاتنا القادمة في فلسطين وتحديداً في القدس.

وفي ختام الندوة قدم أحد الرفاق من الفصائل الفلسطينية بعض الأغاني التي تمجد القضية الفلسطينية وتحثّ على الصمود واستمرار المقاومة حتى النصر.

اللاذقية 11/5/2024.

آخر الأخبار