منظمة إدلب تحتفل بالذكرى المئوية للتأسيس
في بداية الحفل ألقى الرفيق علي عبد الوهاب (أمين اللجنة المنطقية للحزب في إدلب) كلمة ترحيبية جاء فيها:
أيتها الرفيقات أيها الرفاق..
يأتي احتفالنا اليوم ضمن سلسلة من النشاطات التي ستقوم بها منظمة الحزب في إدلب بالذكرى المئوية الأولى لميلاد حزبنا العظيم.
مئة عام ناضل فيها حزبنا بلا هوادة من أجل وطن حر موحد وشعب سعيد، مئة عام جابه فيها الحزب بكل شجاعة قوى التخلف والرجعية الظلامية، وساهم بتحالفه مع القوى الوطنية التقدمية في دحر تلك المنظمات.
سخّر الحزب كل طاقاته لنصرة المستضعفين في الأرض، وكان جزءاً أصيلاً من الحركة الشيوعية العالمية التي ناضلت من أجل عالم خال من الاستغلال والحروب.
ناضل الحزب مع حركات التحرر في العالم من أجل حرية الشعوب واستقلالها، وكانت وستبقى فلسطين قضيته المركزية كما هي قضية كل القوى التقدمية والقوى المؤمنة بالحرية والعدالة. التف حول رايته الحمراء خلال مسيرته الطويلة عشرات الألوف من المناضلين الذين ساهموا مع بقية القوى التقدمية في تحقيق منجزات هامة لجماهير الشعب الكادحة، وكانوا رواداً في الفكر والشعر والأدب والفن والعلوم المختلفة.
واليوم أيها الرفاق يواصل حزبنا نضاله في ظروف بالغة التعقيد فرضتها الحرب الإمبريالية التي تقودها أمريكا وحلفائها في حلف الناتو وتركيا، فرنسا، بريطانيا وغيرها على بلدنا، والتي أدت إلى احتلال أجزاء عزيزة من بلدنا ومنها محافظتنا إدلب التي ترزح اليوم تحت نير الاحتلال التركي البغيض وجماعاته التكفيرية.
كل هذه الظروف تحتم علينا العمل الدؤوب لاستعادة الحزب مكانته التاريخية وتفعيل دوره، وهذا يحتاج إلى عمل جماعي نسعى جميعاً لتحقيقه من خلال رص الصفوف وتعزيز دور الشباب واستعادة الرفاق السابقين، خاصة ونحن نتحضر اليوم لعقد المؤتمر الرابع عشر للحزب، والذي نأمل أن يشكل انطلاقة هامة لوحدة الشيوعيين السوريين وتعزيز دورهم في خدمة الوطن والشعب.
ثم ألقى الرفيق إبراهيم حداد كلمة اللجنة المنطقية جاء فيها:
الحضور الكرام..
يحتفل الشيوعيون السوريون سنويا بذكرى ولادة حزبهم، يجددون فيها العزم على متابعة النضال الوطني والطبقي والأممي بعزيمة لا تلين مهما اشتدت المؤامرات والمكائد.
ونحن إذ نقيم اليوم مئوية حزبنا، فإننا ننظر بفخر واعتزاز إلى تاريخه الحافل بالمواقف المشرفة، لكننا ننظر بخاصة إلى مرحلة تكوّنه الأولى عشية الثورة السورية الكبرى، تلك المرحلة التي تميزت باشتداد السخط الشعبي على سياسة البطش الاستعمارية، والتي أدت إلى ثورات المجاهدين الأبطال أمثال إبراهيم هنانو والشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش.
الحضور الكرام..
إن كل ما سبق من أحداث أدى إلى تطورات هامة ونوعية في حركة التحرر الوطني وبإشعاع من ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى، أضحت ولادة الحزب الشيوعي السوري ضرورة موضوعية، فبادر عدد من الشباب الوطنيين الثوريين من ممثلي الفرق الماركسية للاجتماع في الحدث في 24 تشرين الأول، وقرّروا توحيد منظماتهم في حزب واحد على أساس الماركسية اللينينية وأن يقيموا علاقاتهم مع الأحزاب الشيوعية في العالم.
ونحن إذ نحيي اليوم مئوية الحزب، فإننا نضيء مئة شمعة تخليداً للمسيرة النضالية المجيدة التي بدأها الرواد الأوائل من أمثال فؤاد الشمالي، يوسف يزبك، ناصر حدة، فوزي الزعيم، سليم خياطة، خالد بكداش، فرج الله الحلو، هيكازون يوياجيان، نظمي الرفاعي، فريد طعمة، إلياس قشعمي وأرتين مادويان وغيرهم.
عقد الحزب مؤتمره الأول عام 1930 أكد فيه على تقويض النظام الرأسمالي وبناء المجتمع الاشتراكي، في السابع من نيسان عام 1931 أصدر الحزب اول وثيقة برنامجية بعنوان (لماذا يناضل الحزب الشيوعي وشيء من برغرامه) أكد فيها ضرورة النضال من أجل الاستقلال التام والوحدة السورية وسحب الجيوش الأجنبية وإلغاء امتيازات الشركات الأجنبية ومصادرة
ممتلكاتها.
وفي حزيران عام 1934 دعا الحزب لعقد مؤتمر زحلة ومناقشة قضية الوحدة العربية واتخاذ موقف واضح منها، وأصدر جريدة نضال الشعب في العام نفسه.
في أواخر عام 1943 عقد الحزب مؤتمره الثاني، وأقر الميثاق الوطني الذي تضمن استقلال سورية وسيادتها وإقامة نظام جمهوري ديمقراطي وتأمين الحريات العامة وحمل لواء النضال ضد الفرنسيين، فأطلق على الحزب حزب الجلاء وحزب الخبز والحرية.
أصدر الحزب عام 1955 جريدة (النور) واستطاع إيصال أول نائب شيوعي إلى البرلمان في المنطقة العربية هو الرفيق خالد بكداش.
شارك الحزب بتشكيل الجبهة الوطنية وصياغة ميثاقها، والتي تطورت إلى الجبهة الوطنية التقدمية لاحقاً، واعتبر الحزب أن كل من يعادي الإمبريالية وإسرائيل يمكن أن يكون حليفاً للحزب الشيوعي.
بقي الحزب أميناً لمبادئه طيلة فترة وجوده، يربط بإحكام بين العداء للإمبريالية العالمية والاستعمار، والنضال الوطني التحرري الديمقراطي، ومن أجل كرامة الشعب وخبزه وسلامته.
عاشت الذكرى المئوية للحزب الشيوعي السوري اللبناني!
عاش عيد الجلاء عيد الأعياد الوطنية وعيد العمال العالمي والتضامن الطبقي الأممي لعمال العالم!
عاشت الشيوعية العالمية والمجد والخلود لرسالة الطبقة العاملة السورية في تضامنها مع عمال العالم.
ثم ألقى الرفيق فارس عطا كلمة باسم الرفاق الشباب، بدأها بخاطرة من وحي عيد العمال بعنوان منجل ومطرق وكتاب:
زند ملأ العرق حوافه
وجبين يعتصر منه قوته
بيسراه يمسك منجلاً
وبجواره من بالمطرقة يضرب
حان وقت الغداء
فتناولا ما شاء لهم الله سعداء
وطالب يمر ويداه تلوح بالسلام
يناديانه ليشاركهما طعام الغداء
كل منهم بدأ بطعامه
وبجوارهم تجمع المنجل والمطرقة والكتاب
وبعد انتهائهم بدؤوا الحديث عما عساه تخبئه لهم الأيام
وعن صراع ونضال يقاومون فيه ضد الطغاة
سأل أحدهما الآخر: من أنت؟
فأجابه: أنا اليقين وأنا اليسار إن كان العالم يمين
وعاود ثالثهما السؤال:
وعن باطنك ماذا تجيب؟
قال: إن لي قلباً ودماً، فدمي أحمر وقلبي نحو اليسار!
ثم تابع: ليكن عيد العمال عيد التضامن الكفاحي لعمال مختلف البلدان، محطة كفاحية جديدة في النضال ضد سلطة رأس المال المتوحش وناهبي ثروات الشعوب ومشعلي الحروب خدمة لمصالح الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسيات وفي سبيل السلم والتقدم الاجتماعي والديمقراطية.
في الأول من أيار تؤكد الطبقة العاملة السورية على متابعة نضالها دفاعاً عن الإنتاج الوطني في الصناعة والزراعة، ومن أجل وضع حد للسياسات الاقتصادية الانفتاحية المحابية لمكتنزي الثروات وناهبي الدولة والشعب معاً.
ليكن الأول من أيار محطة كفاحية عمالية لمتابعة النضال من أجل المحافظة على القطاع العام الإنتاجي ومعالجة صعوباته وتأمين مستلزمات عمله لتشغيل منشآته.
ليكن الأول من أيار يوماً لتعزيز النضال ورص الصفوف خلف الشعار الكبير: يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا.
ثم قدمت الرفيقة ديانا مجموعة مسابقات تضمنت أسئلة متنوعة عن تاريخ الحزب وتاريخ الحركة الشيوعية في العالم.
بعد ذلك فقرة فنية أنشد فيها الرفاق أغاني الحزب وفرقة نيسان، تلاها عملية السحب على الجوائز وجرى توزيعها على الرفاق الفائزين.