افتتاحية العدد 1000 من جريدة “النور” | أخلاقيات حكام أمريكا خبرتها البشرية عن كثب

لن نبالغ حين نصف تاريخ البشرية الحديث بأنه مشاهد حية عبرت عن أخلاقيات حكام أمريكا الذين تسلموا قيادة (البلدوزر) الإمبريالي العالمي من الإمبراطوريات البريطانية والفرنسية بعد نكبات شعوب العالم في الحرب العالمية الثانية.

1- السلاح النووي كوسيلة ردع بعد مجازر الأمريكيين في هيروشيما ونياغازاكي.

2- الحرب على الشيوعية والسلام العالمي، ومصادرة حق الشعوب في التحرر وتقرير المصير (فترة المكارثية) في خمسينيات القرن الماضي.

3- حصار الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية بحلف عسكري نووي (ناتو) في ستينيات القرن الماضي.

4- الحرب الكورية، فزاعة لدول آسيا.

5- مبدأ أيزنهاور حول ملء الفراغ في الشرق الأوسط وإنشاء الأحلاف.

6- اعتماد الكيان الصهيوني مخفراً متقدماً في الشرق الأوسط بعد تحويله إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح.

7- حرب فيتنام والمجازر التي ارتكبها (ماي لاي).

8- دعم الديكتاتوريات العسكية في أمريكا اللاتينية والجنوبية، والتدخل العسكري (بوليفيا- تشيلي- الإكوادور).

9- التحرر من قيود اتفاقية (بريتون وودز) والغزو المالي لاقتصادات الدول الأوربية والنامية.

10- دعم النازية الجديدة في أوربا، وتوجيه الماكينة الإعلامية الأمريكية بالغزو السياسي (الإنساني) وفق مبدأ (السم في الدسم)، وذلك باستخدام شعارات تمثل طموحات البشرية في أرجاء العالم كالدفاع عن حقوق الإنسان وحق تقرير المصير.

11- استخدام التطور في وسائل الاتصال وثورة البرمجيات في إنشاء عولمة متوحشة تهمّش الإرث الفكري والحضاري لدول العالم، وتطرح البديل الأمريكي المدجج بالسلاح والمال وعقلية رعاة البقر.

12- بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أصبحت أمريكا دركي العالم، وراحت تصول وتجول لإزالة عقبات هنا وهناك تقف في تحولها إلى مالك خيرات العالم، وموزع لنقط الحليب وحفنات القمح والأرز إلى شعوب العالم.

13- الحروب عن بعد، وإنابة الإرهابيين بتغيير الأنظمة السياسية في البلدان المناوئة لمخططاتها، وما واجهته سورية والعراق، وما عانته الشعوب العربية في شمال إفريقيا ولبنان وسورية والعراق وفلسطين من نكبات ومآس لم تشهده البشرية قبل ذلك.

لقد تحولت طموحات شعوب العالم، وخاصة في الدول الفقيرة والنامية بالعيش في عالم آمن ينعم بالسلام والعدالة وضمان الحقوق السياسية والاجتماعية إلى أحلام معلبة في المتحف الأمريكي للأساطير، وكان على قوة ما أن تقول لأمريكا: (كفى)!

هل تسفر نهاية التصعيد العسكري الروسي في مواجهة الولايات المتحدة إلى عالم أفضل؟

نرجو ذلك، رغم قلقنا، وشكوكنا على المدى القريب والبعيد، إذا لم تلجم غطرسة أمريكا ويتحول العالم إلى فضاء متعدد الأقطاب خالٍ من الحروب وأسلحة التدمير الشامل.

آخر الأخبار