افتتاحية العدد 1117 من جريدة (النور) | لا تعوّلوا على الذئاب!
في الوقت الذي كان فيه (بلينكن) يسعى، من خلال جولاته المكوكية في المنطقة، إلى إقناع العرب بالجهود الأمريكية لإيقاف مجازر الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني في غزة ورفح وبقية المناطق الفلسطينية، والعودة بعد ذلك إلى إحياء مبدأ (الدولتين)، وفي الوقت الذي سرّبت فيه وسائل الإعلام الأمريكي عن قرب التوصل إلى إيقاف المذبحة الصهيونية، كان العالم، في الوقت ذاته، يشهد في قاعة الكونغرس الوجهَ الحقيقي للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط:
1- تشجيع الكيان الصهيوني على المضيّ في إبادة الشعب الفلسطيني، واستمرار الاستيلاء على الأرض الفلسطينية.
2- احتواء (بقايا) الشعب الفلسطيني، بهذا الشكل أو ذاك، في بقاع أخرى بعيداً عن فلسطين.
3- المضيّ بالاعتماد على الكيان الصهيوني في محاولة تطويع من بقي مقاوماً للمخطط الأمريكي- الصهيوني باستباحة الشرق الأوسط.
عرب أمريكا يؤكدون رغبة الأمريكيين بإيجاد الحلول للمسألة الفلسطينية، واحتفاء صقور أمريكا بمجرم الحرب (نتنياهو) يؤكد شراكة الأمريكيين والكيان الصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني.
الأمل معقود اليوم على وحدة الشعب الفلسطيني، وعلى استمرار حملات التضامن والدعم والمساندة للمقاومين الفلسطينيين.. وإننا نرى في بيان (بكين)، الذي جاء بمبادرة الصين ومساهمة روسيا، نقطة البداية في جمع كلمة الشعب الفلسطيني، وتوحيد جهود جميع الفصائل الفلسطينية من أجل مقاومة الإبادة، واستمرار النضال في سبيل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته الوطنية على الأرض الفلسطينية، ولو تطلّب الأمر طوفاناً، وبعده طوفان.
الوضع الراهن لا يحتمل المماطلة، والتسويف، ووضع العراقيل.. فقد جاء بيان (بكين) متضمناً خطوات محددة، وإجراءات مطلوب من الجميع تنفيذها.
القضية الفلسطينية في ظرف مصيري، ومصير الشعب الفلسطيني ينادي الجميع.