افتتاحية العدد 1014 من جريدة “النور” | ضامن في (أستانا).. ومحتل للأرض السورية!

لن نتدخل في الاعتبارات التي جعلت تركيا أردوغان ضامناً في منصة أستانا، إلى جانب روسيا وإيران، لكننا كتبنا في (النور) مراراً، ونكرر اليوم: إنها شريك في التحالف الدولي المعادي لسورية وشعبها، بل ترسانة غرف منها الإرهابيون كل أشكال الدعم العسكري والبشري والمالي واللوجستي، ومحتل غاشم لأراضي سورية، فكيف نصدق أنها شريك في الجهود السلمية المخلصة لحل الأزمة السورية، وقواتها العسكرية تدنس تراب سورية؟!

كيف ننظر إلى بيانات (أستانا) المتضمنة حرص الدول الثلاث على سيادة بلادنا، وسعيها إلى حل سلمي ينهي مآسي السوريين، ويفتح الآفاق أمام مستقبل سوري واعد، والتهديدات التركية باجتياح سورية ماتزال الورقة الرئيسية التي يرفعها أردوغان لمساومة أمريكا وروسيا وأوربا وإيران؟!

وما الذي يدفعنا إلى تصديق تعهدات أردوغان بعد أن حنث بجميع وعوده التي قطعها لروسيا بإفراغ إدلب من بقايا الإرهابيين وسحب الأسلحة الثقيلة، وعدم (اللعب) بالوضع الديمغرافي للمناطق التي يسطيها عليها؟

نقول قولنا هذا، والبعض قد رأى أن الضغوط الروسية والنصائح الإيرانية أثمرت عن تجميد مخطط العدوان التركي، أما نحن ومن خلال تجاربنا في الماضي مع السلوك البهلواني لأردوغان، فنرى أن تراجع حدّة التهديدات التركية باجتياح عسكري للأرض السورية، لا يعني تراجع أردوغان، بل يعني الانتظار لحصوله على مكاسب أكبر من خلال مساوماته، خاصة بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأن العدوان المبيّت على سورية، مازال في رأس الأولويات التركية اليوم، رغم بيان (أستانا) الذي لم يقدم ما يسمح لنا التفاؤل بدور فاعل لهذه المنصة في حل الأزمة السورية، وإنهاء عذابات السوريين.

لقد أوضح حزبنا الشيوعي السوري الموحد، من خلال مقررات مؤتمره 13، وأيضاً على صفحات جريدة (النور) أن الأولوية هي لدحر الاحتلال الصهيوني الأمريكي التركي للأرض السورية، ومواجهة محاولات تقسيم البلاد تحت أي شعار، والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وتحقيق طموحات السوريين في مستقبل ديمقراطي.. علماني، وأن الجهود ينبغي أن تنصبّ في إنجاح الجهود السلمية لحل الأزمة السورية، لكننا في الوقت ذاته طالبنا بتعزيز الصمود السوري لمواجهة الاحتلال، وهذا ما نؤكده اليوم، فسلوك الأمريكيين وأردوغان لا يدلل على استجابة جدية لمتطلبات الحل السياسي.. السلمي، بل يسعيان إلى إطالة تعقيدات هذه الأزمة، وتأبيد المعاناة المأسوية لجماهير الشعب السوري.

– الصمود السوري لا يتعزّز بالتصريحات والوعود، والبحث عن تبريرات لأوضاع أنهكت السوريين..

– الصمود السوري يتعزّز بالعمل الجدي لتخفيف الأعباء عن كاهل من وقفوا مع جيشهم الباسل في مقاومة الإرهابيين، وهم اليوم الركيزة الأساسية في مواجهة الاحتلال.

انتبهوا أيها السادة في جميع مراكز القرار:

من دون تأمين مستلزمات صمود شعبنا، سنغامر كثيراً في مسألة لا يجوز المغامرة فيها.

آخر الأخبار