النواب الشيوعيون في مجلس الشعب: الشعب السوري سينهض بإرادته

السيد رئيس مجلس الشعب الموقر..

السيدات والسادة أعضاء مجلس الشعب الأعزاء.

السيد وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب المحترم..

لقد عصف بتاريخ ٦/٢/٢٠٢٣ زلزال كارثي مدمر اجتاح أكثر من ثلث البلاد ومرت دقايق رعب شديد وذهب ضحيتها الآلاف من الضحايا والمصابين من أبناء شعبنا وتدمير وتصدع الآلاف من المباني وتشريد مئات الآلاف واستدل هذا الزلزال تداعيات مأسوية لن تندمل بوقت قصير.

السيد الرئيس.. لقد جاء هذا الزلزال بعد مرور اثني عشر عاما من العدوان البربري الإمبريالي الأميركي المتوحش وخلفه وعملائه المجرمين على وطننا والذي دمر معظم البنية التحتية، رافقه احتلال أمريكي تركي وسرقة مستمرة لثروات البلاد مع فرض عقوبات وحصار جائر وظالم مستغلة فيه الإمبريالية الأمريكية سيطرتها على النظام المالي والمصرفي السائد في العالم، وبقي جيشنا وشعبنا صامدا لن يركع لإملاءات الغرب وبالتالي فإن دولتنا مهيأة لتحمل ومواجهة هذا الزلزال الهارب ونتائجه التدميرية أمام هذا الواقع المرير.

استنفرت دولتنا شعبا وحكومة وقيادة وأحزاب وطنية وتقدمية ونقابات وجمعيات ومجتمع أهلي ومالي ومواطنين تجلت لحمة وطنية أكدت طيبة شعبنا وعشقه للوطن وحبه للحياة.. وفي صبيحة يوم الزلزال ترأس السيد الرئيس بشار الأسد مشكورا اجتماعا لمجلس الوزراء، وتم وضع خطة عمل وتحديد مهام.. وزار اماكن الزلزال والمصابين في المشافي المواساة الجرحى المصابين، كما أصدر مجلسنا الكريم، مجلس الشعب السوري، بيانا موقعاً من رئيسه ناشد فيه كافة برلمانات العالم وهيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية، طالب فيه برفع العقوبات والحصار اللاإنساني والاحادي الجانب، وطالب بتقديم المساعدات لمواجهة الكارثة الطبيعية، وأكد أن ذلك ليس منة من أحد، وتأتي هذه المطالب وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والمعاهدات الإنسانية، وهذا المطلب أكد عليه كل شرفاء الوطن.

ونحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد قمنا بواجبنا الوطني، بجمع التبرعات، وشاركنا مع فرق الإنقاذ، ووجهنا نداءات ورسائل عاجلة للأحزاب الشيوعية العربية والأجنبية وخاصة الحزب الشيوعي الصيني والروسي والكوبي، طالبنا فيها بضرورة تقديم المساعدات لشعبنا لمواجهة المحنة وأكدوا أن طلبنا مستجاب.

السيد الرئيس..

لقد فضح وجه النظم الغربية الرأسمالية المتوحشة وعلى رأسها أمريكا، فأين هي من تسترها بشعار حقوق الإنسان وتشدقها بمساعدة الشعب السوري وهي تمنع وتعرقل وتضغط على الدول من أجل عدم مساعدة سورية، وأن قولها برفع جزئي للحصار ليس إلا ذر الرماد بالعيون، وعهر سياسي كي تستر وجهها القبيح أمام شعوبها وشعوب العالم وهي تكيل بمكيالين، فالعار للإمبريالية الأمريكية وحلفها المجرم.

السيد الرئيس..

ان تشريد الآلاف يقتضي من الحكومة وكل الفعاليات تأمين المسكن والحاجات الحياتية للمشردين وتطبيب ومداواة الجرحى والمصابين مجاناً..

أما عن المساكن فيوجد مساكن كثيرة شاغرة، على سبيل المثال هناك أبنية شاهقة في حلب وفي حي الجميلة عائدة للأوقاف، ممكن تسكين قسم كبير من المشردين فيها، وابنية سكن شبابي أيضاً يمكن إيواء المشردين فيها.

أخيراً.. نشكر الأشقاء العرب الذين بادروا بالمساعدة، والشكر للدول الصديقة وهم كثر، ولنا مآخذ على حكومات الدول العربية التي قامت بمساعدة تركيا ولم تساعد سورية، فعل عرب أنتم بشرا حجرا، أين عروبتكم وانسانيتكم؟ ثم نتساءل أين دور الجامعة العربية وفق ميثاقها من المحنة التي ألمت بشعبنا؟ نقول لها ألا يحق للشعب السوري أن تعزيه ولو بكلمات؟ ولكن نحن نقول على شعبنا وجيشنا وكل مكونات مجتمعنا واصدقائنا والقوى الخيرة بالعالم للنهوض وتجاوز المأساة.

الرحمة لشهداء الوطن وضحايا الزلزال، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

شكراً السيد الرئيس.

 

 

وألقى الرفيق اسماعيل حجو الكلمة التالية:

السيد رئيس مجلس الشعب المحترم!

الزميلات والزملاء الأعزاء!

الرحمة والسلام لأرواح ضحايا الزلزال الكارثة، والشفاء العاجل للمصابين، والعزة والكرامة الدائمة لسورية.

ورد في التراث الأدبي السوري في أوغاريت رسالة الشعب السوري على لسان بعل قبل 5000 سنة: (حطّم سيفك وتناول معولك واتبعني لنزرع السلام والمحبة في كبد الأرض، أنت سوري، وسورية مركز الأرض).

وقال مدير متحف اللوفر الفرنسي: لكل إنسان وطنان، الوطن الذي يعيش فيه، وسورية مهد الإنسان الأول وحضارته.

تجاهل الأزمة السورية من قبل أمريكا والغرب يكشف زيف ادعاءات الغرب الاستعماري وتمييزه اللإنساني واللاأخلاقي وازدواجية المعايير. والادعاء الأمريكي بسماحات للعقوبات هي بسيطة لا تشمل النفط الذي تحتاجه سورية والتجهيزات ولا المواد الطبية.

وإن إعلان الدولة السورية لأربع محافظات منكوبة، يجيز لها الذهاب إلى مجلس الأمن وفقاً للمادة 99 من قانون الأمم المتحدة ورفع العقوبات بنداء من الأمين العام للأمم المتحدة.

على الغرب الكف عن الممارسات العدائية والمزايدات على دولة منكوبة، تتعرض منذ أكثر من أحد عشر عاماً للتضليل الإعلامي وتدمير البنى التحتية لشعبها ومؤسساتها.

كلنا ثقة بأن الشعب السوري سينهض من كبوته بإرادته، ودعم الأصدقاء والأشقاء وقوى التحرر في العالم.

عاشت سورية حرة أبية

آخر الأخبار