افتتاحية العدد 1057 من جريدة “النور” | الجامعة العربية.. والحل السياسي

جاء القرار العربي بعودة سورية إلى الجامعة العربية، يوم الأحد الماضي، ليعطي دفعاً جدياً للحل السياسي لأزمتنا التي أرهقت لا السوريين وحدهم، بل شكّلت أيضاً همّاً عربياً وإقليمياً ودولياً بامتياز.

ودون الدخول في سرديات الموقف العربي منذ بداية الأحداث السورية، فقد اقتنع الأشقاء العرب بأن الحل السياسي يتطلب عكس المواقف التي مورست مع سورية، فالقطيعة لا تصبّ في حل الأزمات، والمواقف المتسمة بردود الأفعال على قضية هنا.. ومسألة هناك، لا تخدم المصلحة العربية.. ولا السورية أيضاً، وأن فرض الحلول المتناغمة مع مرحلة زمنية معينة قد تكون عابرة، يمكن أن يتحول إلى مغامرة كبرى في عالم يتغير كما الحياة في كل لحظة.

لن نتسرع في استنتاج الآتي بعد عودة سورية إلى الحضن العربي، لكننا نؤكد ما أثبتته وقائع الأزمة السورية، وهي أن اختيار النظام السياسي في بلد ما، يقرّره الشعب دون تدخل الخارج الذي يتراوح بين (النصائح) والتدخل المدجّج بالمال والسلاح، وأن الشعب السوري الذي قاوم مبدأ (ايزنهاور) في خمسينيات القرن الماضي، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، سيبقى رافضاً لأي تدخل مهما كانت سماته وغاياته.

الذي يهمّ السوريين اليوم تفهّم جميع من في الداخل والخارج، أن أوان حل الأزمة السورية عبر الطرق السياسية قد حان، وأن هذا الحل يجب أن يرتكز على قاعدة الثوابت الوطنية التي تتمثل في السيادة السورية على كل شبر من الأرض السورية،  وطرد الاحتلال الأمريكي والتركي وبقايا الإرهابيين، وتحرير الجولان، ورفض التقسيم ووحدة الأرض والشعب، وضمان خيارات الشعب السوري الديمقراطية والسياسية، والعمل الجاد لتلبية المطالب الاقتصادية والمعيشية  للشعب السوري، وأن المماطلة من أي طرف في تحقيق ما يصبو إليه السوريون، تعني مزيداً من الآلام والنكبات والمآسي التي عاناها شعبنا الصابر خلال سنوات الجمر.

صحيح أن مفاتيح الحل ليست كلّها في جيوب الأطراف العربية وحدها، فبعض المفاتيح في جيوب من سعوا منذ البداية لتركيع سورية، وبعضها في الداخل السوري، لكن دعم هذه الأطراف العربية لحل سياسي ينسجم مع طموحات الشعب السوري، يساعد في إنجاح الجهود السلمية الدولية التي تبذل اليوم لإنهاء الأزمة السورية.

توحيد كلمة السوريين عاملٌ حاسم للوصول إلى الغاية المنشودة، وهذا ما أكدناه مراراً نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، وطالبنا.. ونطالب اليوم أن يتحقق ذلك عبر حوار وطني شامل، يضم جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والإثنية بهدف التوافق على إنهاء الأزمة، ووضع مشاريع الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق طموحات الشعب السوري إلى وطن عزيز الجانب.. موفور الكرامة.. ديمقراطي.. علماني.

آخر الأخبار