افتتاحية العدد 1079 من جردة (النور) | ماذا فعل (الطوفان)؟

حين انطلقت صواريخ المقاومة متوجهة نحو المستوطنات والمراكز العسكرية الصهيونية، وحين انطلق المقاومون الفلسطينيون نحو أهدافهم، بعد تحطيم جدار غزة الحديدي، لم نتوهم أن هذا (الطوفان) سيدمّر الكيان المغتصب، ويطلق مسيرة العودة التي طال انتظارها، بل أملنا بعد الزلزال الذي أحدثه هذا الطوفان في البنية العسكرية والاقتصادية والأمنية للكيان الصهيوني، أملنا أن يفتح العيون المغلقة، وأن يعبر إلى آذان سُدَّت، وأن يحمل الأمل إلى نفوس اشتغلت الصهيونية والإمبريالية الأمريكية سنوات وسنوات على بثّ اليأس فيها، وأن تعيد صياغة سيناريو المواجهة مع المحتل الصهيوني، بعد أن شوّهته الصفقات والاتفاقيات المنفردة مع كيان لم يلتزم يوماً بتنفيذ تعهداته والتزاماته.

1- لقد أكد المقاومون الفلسطينيون البواسل في طوفانهم أن هزيمة المحتل الصهيوني ليست معجزة يصعب تحقيقها.

2- وأن الحقوق المشروعة تتطلب النضال بجميع الوسائل من أجل نيلها.

3- وأن انتظار عدالة المحتل وحليفه الأمريكي كذبة كبرى تعادل التنازل عن الحقوق.

4- وأن القبول بالفتات في صفقات تعدها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها في المنطقة لا تعني إلا شيئاً واحداً: تكريس الاحتلال الصهيوني والانزواء في تجمعات يتحكم الاحتلال بوسائل الحياة فيها.

5- وأن تطبيع الأشقاء مع الكيان المحتل لن يقرّب الشعب الفلسطيني قيد أنملة من نيل حقوقه المشروعة، بل ستتحول المنطقة العربية بأسرها إلى محمية أمريكية مستباحة من الدركي الصهيوني سياسياً واقتصادياً.

العالم اليوم يتجه نحو فضاء جديد لا تتحكم فيه مصالح القطب الأمريكي الأوحد، ويسعى إلى الأمن والاستقرار بعيداً عن أخطار الحروب التي تشعلها الإدارات الأمريكية وغطرسة حلفائها، وهذا ما يهيئ مناخاً ممهداً لتشديد نضال الشعوب المناضلة من أجل حقوقها المشروعة.

لقد أعلنت جميع القوى المناهضة للاستعمار والساعية إلى السلام والأمن والديمقراطية تضامنها مع الشعب الفلسطيني الباسل، وشهدت المدن العربية تضامناً شعبياً مع هبّة المقاومين الفلسطينيين، فلتتّحد الأيدي الفلسطينية اليوم، اليوم وليس غداً، والنصر لن يكون إلا لأبناء فلسطين.

آخر الأخبار