افتتاحية العدد 1086 من جريدة “النور” | (بلينكن) في الأرض المحتلة أعطى الضوء الأخضر لاستمرار الإبادة بحق الشعب الفلسطيني

ما جرى حتى اليوم في غزة لا يكفي..

عشرات ألوف الشهداء والجرحى، ومئات آلاف المهجرين قسراً.. لا يكفي! فما زال الشعب الفلسطيني يقاوم، ومازالت صواريخ المقاومة ورصاصات المقاومين تدب الرعب والهلع في قلوب الصهاينة.. هذا هو السلوك الأمريكي تجاه ما يجري في الأرض المحتلة. وفق المخطط الأمريكي للمنطقة العربية (لا يجوز الإبقاء على أي مقاومة لتسيد أمريكا والدركي الصهيوني هذه المنطقة وتجيير مواردها وثرواتها لاستمرار تحكم القطب الأمريكي بالسياسة والاقتصاد الدوليين، هذا ما بحثه بلينكن مع الصهاينة، وأطلق يدهم لتنفيذه.

(طوفان الأقصى) شكلت هاجساً، بل رعباً حقيقياً للأمريكيين، فهم بدؤوا بالاتفاقات المنفردة، والصلات الخجولة بين بعض الدول العربية والكيان العنصري، ثم هللوا لنجاح معادة (إبراهام) والتطبيع، ووضعوا سيناريوهات استباحة الكيان الصهيوني للمنطقة من باب الاقتصاد والتعاون تحت شعار مخادع، وهو (التطبيع يسهل حل المسألة الفلسطينية)، وتحدثت الأوساط الأمريكية مراراً عن نجاحات هامة تحرزها الإدارة الأمريكية في هذا الإطار، خاصة بعد اقتراب السعودية من الالتحاق بسابقها من الدول العربية التي ركبت قطار التطبيع، ومن هنا نستطيع تفسير الغضب الأمريكي والغربي بشكل عام من عملية (طوفان الأقصى) وإسراع الرئيس الأمريكي وإدارته، وأيضاً زعماء الدول الأوربية إلى زيارة نتنياهو وإبداء تأييدهم لرد يتضمن معنى واحداً (الإبادة).. فنجاح المقاومة الفلسطينية في زرع الرعب والوجع في قلوب من اعتبروه جيشاً لا يقهر، سيؤدي إلى شد أزر المقاومة، واستمرار مواجهتها لجيش الاحتلال، والتفاف الشعب الفلسطيني حول من يرفضون الاحتلال، وقضم الاراضي، والإبادة الجماعية، ويردون بالنار على من يستهدف وجودهم وتمسكهم بالأرض.

أمريكا اليوم، وأيضاً حلفاؤها الأوربيون يرون في عملية (طوفان الأقصى) بداية لصحوة قد تطيح بكل أحلامهم في السيطرة النهائية على الشرق الأوسط، لذلك لن يوفروا أي جهد سياسي أو عسكري لمحو أي مقاومة، فإضافةً إلى المشاركة العسكرية الفاعلة، يستعدون لتقديم الإغراءات (الفلكية) لبعض الدول العربي مثل مصر واليمن، وربما تركيا، لاستيعاب سكان غزة، وإطفاء أي بقعة ضوء تعيد إطلاق المقاومة الفلسطينية الشاملة والانتفاضات الشعبية ورفض المساومة والصفقات المشبوهة، والتمسك بالأرض، إلى واجهة الرد الفلسطيني على الاحتلال الصهيوني.

المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني تستمر بعد هدنة قصيرة، وصواريخ الاحتلال تحصد مئات الفلسطينيين، في الوقت الذي تستضيف فيه إحدى الدول العربية رئيس الكيان الصهيوني!

– أوسع التضامن والمساندة للمقاومة الفلسطينية مطلوب اليوم من جميع قوى السلام والحرية في العالم.

– أكثر أشكال الدعم للمقاومين مطلوب اليوم من جميع الشعوب العربية.

– لتتوحد الفصائل الفلسطينية لمواجهة محاولات الكيان العنصري محو أي شكل من أشكال المقاومة لاحتلالها الأرض الفلسطينية.

ينبغي إفشال المخطط الأمريكي للمنطقة، ورفض هيمنة أمريكا والصهيونية على منطقتنا العربية.

وهذا ما يتطلب المقاومة.. والمقاومة وحدها.

آخر الأخبار