بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحَّد (8/12/2023)

ناقشت اللجنة المركزية تقرير المكتب السياسي، قدّمه الأمين العام، عن أعمال ونشاطات الحزب بين اجتماعَيْ اللجنة المركزية، وعن آخر التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأكدت اللجنة المركزية أهمّية استمرار العمل بخطّة الحزب، وتأكيد الدعوة إلى حلٍّ سياسيّ للأزمة السورية، والتحضير لمؤتمرٍ وطنيّ شامل، عبر حوارات بين مختلف أطياف الشعب السوري وقواه الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون تهميش أيّ طيف، والتوافق على خطّة وطنية لإنهاء الأزمة، وإجراءات للمصالحات والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تصون استقلال البلاد وسيادتها ووحدتها أرضاً وشعباً، محرّرةً من كلّ قوى الاحتلال والإرهاب، وتأمين سيادة الدولة الكاملة على قرارها وثرواتها ومواردها ومرافقها، وتحديد مستقبل البلاد ببناء دولة وطنية حديثة وتقدمية ديمقراطية علمانية، دولة يسودها القانون، ومبدأ المواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، وتضمن الحرّيات العامّة والتعدّدية السياسية.

وتؤكّد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحّد أنّ مجمل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية تجعل من السير نحو الحلّ السياسيّ للأزمة ضرورة ومصلحة وطنية، وأنّ له الأولوية القصوى.. فأزمة البلاد أوصلت حياة المواطنين إلى ظروف معيشية واجتماعية واقتصادية لا تُحتمَل، تتجسّد في صعوبات متزايدة في ظروف العمل والإنتاج والانتقال والأمن وتأمين لقمة العيش، وفي تدهور الخدمات الصحية والتعليمية والسكنية، وتتفاقم يوماً بعد يوم معاناةُ المواطنين المقيمين والمهجّرين من ارتفاع نسب التضخم بوتيرة عالية، ما أدّى إلى تقزّم القوة الشرائية للّيرة السورية ولمداخيل العاملين، وأدّى أيضاً إلى انفلات الأسعار، وزيادة جشع المحتكرين، وتفاقُم ابتزاز المافيات، وانتشار الفساد والمخدّرات، في الوقت الذي تبدو فيه الحكومة عاجزة عن اجتراح المبادرات والمعالجات اللازمة، وهي، فوق ذلك كلّه، لا تكفّ أيضاً عن استفزاز المواطنين:

بزيادة الضرائب والرسوم، وبرفع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات، وبالإجهاز على بقايا الدعم الاجتماعي وعلى مؤسّسات القطاع العام، وفق نهجها في لبرلة الاقتصاد والتوجّه نحو اقتصاد السوق الحرّ والمنفلت من أيّة ضوابط، وبذلك عُمِّم الفقر على أكثرية الشعب.

وفيما يتعلّق بالوضع في المنطقة، ثمّنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحّد عالياً بسالةَ قوى المقاومة، والتضحيات التي يقدّمها الشعب الفلسطيني في سبيل استعادة حقوقه الوطنية والإنسانية المنتهكة، وفي مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لبلاده، وممارساته القمعية الفاشية العنصرية التي تزداد تصاعداً، باعتداءات المستوطنين الاستفزازية على أمن وحرمات المنازل والمقدّسات، واغتصاب الأراضي، والاعتقالات التعسفية للرجال والنساء والأطفال، والتضييق على سبل عيشهم، وتجاهله لكلّ القرارات الدولية التي تؤكّد حقّ الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني.

وممّا يفاقم من حالة الحصار على الشعب الفلسطيني تخاذلُ الأنظمة العربية، وهرولتُها للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، خضوعاً للإملاءات الإمبريالية الأمريكية.

حيال هذا الانسداد في أفق الحرية والمستقبل، اندفع الشباب الفلسطيني لتنظيم وتنويع أشكال مواجهاته في الضفة والقطاع، وشكّل اختراقُه لأسوار الحصار في قطاع غزّة يوم السابع من تشرين الأول، واقتحامُه للمعسكرات والمستوطنات الإسرائيلية، بدايةً لمرحلة نوعية جديدة في المقاومة.

ورغم التضحيات الجسيمة والخسائر التي تكبّدها وما زال يتكبّدها الشعبُ الفلسطيني، بسبب همجية ووحشية العدوان الإسرائيلي وداعميه من دول أنظمة الرأسمال الإمبريالي، وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية، وتدميره للبشر والمساكن والمستشفيات، فإن (طوفان الأقصى) أعادت وضع القضية الفلسطينية على جدول أعمال العالم بقوّة، في الساحات الشعبية المتضامنة، وفي التداولات الدولية.

ويمكن للقوى الفلسطينية، إذا وحّدت قواها، أن تعبُر إلى حالة متقدمة في نضالها لنيل حقوقها، ويمكن أن تشكّل جزءاً من حالة النهوض التي تشهدها كثيرٌ من الشعوب وحركات التحرّر الوطني في العالم، خاصة بعد تشكّل التكتلات والتحالفات الدولية الصاعدة الجديدة والمتجهة إلى معارضة سياسات الهيمنة الإمبريالية، وإلى بناء علاقات متكافئة بين الدول والشعوب، متحرّرةً من نهج الاستغلال، ومن إملاءات وضغوط القطب الأمريكي وحلفائه.

ناقش الاجتماع الموسّع قضايا تنظيمية أخرى تتعلق بالتحضير لمؤتمر الحزب الرابع عشر، وبالتحضير لإحياء الذكرى المئوية لتأسيس الحزب، واتخذ بشأنها القرارات المناسبة.

دمشق في 8/12/2023

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحَّد

آخر الأخبار