افتتاحية العدد 1088 من جريدة (النور) | ليس غزّة.. بل فلسطين!
واهم من يعتقد أن (طوفان الأقصى) جاءت دون مقدمات وتراكمات ساهم فيها الشعب الفلسطيني بجميع أطيافه السياسية والاجتماعية، إنها حلقة في سلسلة من النضالات العسكرية والسياسية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية منذ ستينيات القرن المنصرم، وعلى مساحة الوطن الفلسطيني بأسره، ودفع فيها الشعب الفلسطيني الثمن الأغلى من دماء عشرات ألوف الشهداء خلال أكثر من نصف قرن. لذلك فإن القضية التي برزت أمام العالم اليوم، بعد أن حجبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها سنوات وسنوات، هي حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في تقرير مصيره على أرضه، وتأسيس دولته الوطنية، وليس اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة أو غيرها من المدن الفلسطينية.
نقول قولنا هذا بعد أن بدأت (البازارات والمساومات) برعاية الإدارة الأمريكية ووساطة حلفائها في المنطقة، فعملية (طوفان الأٌقصى) زلزلت الكيان الصهيوني، ومارست تأُثيرها على مجمل الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري داخل الكيان المحتل، وستترك آثارها على مستقبل الأوضاع في المنطقة العربية وربما الإقليمية والعالمية، وهذا ما استدعى فتح (سوق) المساومات ومشاريع الاتفاقات بمبادرة من الإدارة الأمريكية، خاصة بعد أن نزلت الملايين إلى شوارع المدن العربية والأوربية والإفريقية والأمريكية مستنكرة همجية الكيان الصهيوني وعدوانية الولايات المتحدة التي أعطت الضوء الأخضر لارتكاب المجازر الدموية بهدف إبادة المقاومة الفلسطينية.. والشعب الفلسطيني بأسره.
الولايات المتحدة والكيان العنصري وحلفاؤهما يسعون اليوم إلى حفظ ماء الوجه، وتقديم مشاريع لاتفاقات تخص الوضع في غزة فقط بعد (طوفان الأقصى)، لكن المسألة هنا ليست غزة، ولا الضفة الغربية، بل حقوق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته، ودحر الطغمة الفاشية الصهيونية.. المسألة هي فلسطين كلها.. المسألة هي إفشال المخطط الأمريكي – الصهيوني لاستباحة المنطقة العربية وتحويلها إلى مستعمرة تنفذ الإملاءات.
حقد الأمريكيين والصهاينة لا ينصب على غزة، بل على إرادة المقاومة على كامل التراب الفلسطيني، وهم يدركون تماماً أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه المشروعة.
يا إخوتنا في فلسطين.. احذروا الوقوع في فخ المساومات والاتفاقات (الجزئية)، وتمسّكوا بإنجازات المقاومة الفلسطينية، منذ أن أطلقت أولى الرصاصات في مواجهة العدو الصهيوني!
احذروا إصبع (يهوذا)!