افتتاحية العدد 1104 من جريدة “النور” | الرد الإيراني.. والعِبر

كتبنا في (النور)، وكتب غيرنا أيضاً، أن الحكمة اليوم تتلخص في منع الكيان الصهيوني من تنفيذ المسعى الأمريكي- الصهيوني إلى توسيع العدوان على غزة، وإشعال المنطقة العربية، و(إعادة ترتيبها) وفق مصالحهما المشتركة، وهذا ما دفعنا إلى التحذير من تداعيات العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق.. فالهدف الرئيسي للجريمة الصهيونية كان جرّ إيران إلى ردّ يبرّر للأمريكيين والصهاينة تحويل الشرق الأوسط إلى بقعة ملتهبة، في زمن يتسابق فيه العديد من (الأشقاء) إلى الانخراط في هذا المخطط تمهيداً للتخلص من أي مقاومة للهيمنة، لا في فلسطين وحدها، بل في الشرق الأوسط برمّته.

لكن ما حصل بهذا الردّ الإيراني (المدروس) لجمَ النوايا الصهيونية، فقد كان إنذاراً مدعّماً بنوايا إيرانية جدّية بأن عربدة الكيان الصهيوني لن تبقى دون عقاب، وأن عليها بعد الآن إعادة النظر بسلوكها العدواني تجاه شعوب المنطقة.

ما تكشّف خلال العملية الإيرانية من مشاركة الأمريكيين والأوربيين وبعض (الأشقاء) في إسقاط الصواريخ والمسيّرات الإيرانية لم يفاجئ أحداً، لكنّه نبّه إلى أهمية عدم الانجرار إلى الأفخاخ الصهيونية في المكان والزمان الذي يختاره الأمريكيون والصهاينة، بل العمل لحشد جميع القوى المقاومة للمخطط الأمريكي الصهيوني، وتوسيع التنسيق فيما بينها، وتهيئة جميع مستلزمات المقاومة، كي تختار هي الزمان والمكان المناسبين، لنسف جميع المخططات الهادفة إلى إبقاء المنطقة تحت الوصاية.. والتهديد.

الكيان الصهيوني هُزم في غزة، وهُزم بعد الردّ الإيراني، وسيُهزم أيضاً إمام إرادة الشعوب العربية التي ترفض الاستباحة، والنصرُ سيبقى معقوداً للمدافعين عن الحقوق في مواجهة أعداء الشعوب.

آخر الأخبار