الذكرى الـ 97 لتأسيس الحزب الشيوعي السوري

عمر حسام:

لمناسبة الذكرى الـ97 لتأسيس الحزب الشيوعي السوري، أقامت منظمة جيرود للحزب الشيوعي السوري الموحد ظهر يوم الجمعة 17/12/2021، في منزل الرفيق نوار طالب بمدينة جيرود، ندوة حوارية بعنوان (رؤية الحزب الشيوعي السوري في الأزمة السورية)، قدّمها الرفيق نجم الدين خريط (الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد)، وقد شارك في الحضور منظمة جيرود، وكوادر الحزب، وفرعية جيرود للحزب، ورفاق في الإدارة المحلية، وممثلو منظمات أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية في جيرود.

وحضر الندوة الرفيق خليل داود (عضو المكتب السياسي)، وسكرتير المنطقية في ريف دمشق، وأعضاء اللجنة المنطقية، ورافق الرفيق الأمين العام للحزب الرفيقان أبو حسام وأبو يامن من دمشق.

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الحزب والوطن من مدنيين وعسكريين.

قدمت منظمة جيرود للحزب الشيوعي السوري الموحد لمحات موجزة عن تاريخ الحزب وبعض نشاطات المنظمة في جيرود، منها الخدمية والسياسية.

قدم الرفيق محمد طالب سكرتير اللجنة المنطقية بريف دمشق كلمة رحب فيها بالضيوف وبالأمين العام والرفاق الذين رافقوه من دمشق الرفيق خليل داود (عضو المكتب السياسي للحزب)، والرفيق أبو حسام (عضو اللجنة المنطقية بريف دمشق)، والرفيق أبو يامن. وذكر في كلمته الرفاق الذين ساهموا في بناء هذه المنظمة العريقة ومنهم أبو زيد كاتبة- محمد علي عرابي- محمود عبد السلام – أحمد سليمان الأسعد- خالد جبارة- سمير رقية- حمزة القادري- صلاح عبد اللطيف- قاسم العبد الله- خالد علي- عبدو فريج- حسن العبد الله- خالد الخطيب- أحمد قاسم- محمود سمور- محمد سمور- محفوظ سمور- وليد مرهج- محمود خالد هلال- عبد الحميد عيسى- عمر أحمد- عبدو جودت- والشهيد أحمد عبد الجبار هلال شهيد حرب تشرين التحريرية. ومن مدينة الرحيبة فريد جلين، وأحمد ديبش وعبد اللطيف الحلبي، الذي وافته المنية بتاريخ 7/12/2021، الرحمة والمغفرة لروحه، وستبقى ذكراهم خالدة في قلوبنا.

لقد قدموا وساهموا في نشر الوعي الوطني والطبقي في مدينتنا جيرود، ودافعوا عن العمال والمظلومين سواء اتفقنا أم اختلفنا، نعمل من أجل وحدة الشيوعيين في حزب واحد موحد.

 

قدم الرفيق الدكتور بيازيد عرابي كلمة بهذه المناسبة، تكلم فيها عن تاريخ المنظمة، وشكر المنظمة لدعوته بمناسبة الذكرى الـ97 لميلاد حزبنا في سورية ولبنان، وجاء في كلمته:

رفاقي الأعزاء!

أشكركم على دعوتكم لي لأحضر معكم هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً وقلوب كل المناضلين الشرفاء، ألا وهي مناسبة ذكرى ولادة حزبنا الشيوعي في سورية ولبنان.. كما أرحب بحضور الرفيق نجم الدين خريط (الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد) والرفيق أبو يامن، اللذين جاءا أيضاً لمشاركة المناضلين في جيرود الذين شاركوا في رد الهجمة من القوى الاستعمارية ومن القوى الظلامية، التي قتلت عشرات الآلاف ودمرت بيوت الناس فوق رؤوسهم، ودمرت المدارس والجامعات والمشافي.. ودمرت البنى التحتية، التي كان السوريون قد دفعوا الكثير لإقامتها، كما لعبوا دوراً كبيراً في دفع الناس إلى الهجرة وخاصة الكوادر العلمية والأيدي الفنية، وقتلوا الآلاف بطرق خسيسة من قوى الجيش السوري واستباحوا معسكراته ومنشآته.

من بعض الإجرام الذي رأيته في صباح يوم العيد، مررت وعائلتي بدوار النعيم في الرقة وشاهدنا سبعين جمجمة مغروزة على أسياخ حديد حول الحديقة، ومرة رأيت شخصين ملقيين في مؤخرة السيارة ويسحلونهما على الأرض أغلب لحمهم مفتت، وبعض العظام من أجسادهم بارزة.

بالنسبة إلى منظمة حزبنا في جيرود الذي أعرفه أنه في عام 1943 كان الدكتور شفيق شكري وأخوه فايز شكري عضوان في الحزب الشيوعي، وبعدهم في 1947 قام تنظيم الحزب، وكان للرفيق عصام الأخرس من منظمة حمص دور في إنشاء ذلك التنظيم، ولكن للأسف لم يُدَر حسب مبادئ الحزب، وانتهى مع قيام أول ديكتاتورية.

في عام 1953 كنت أسكن في بيت بدمشق، وكان في البيت نفسه رفيق من حمص اسمه مصطفى كاخي، كان يمدّني بأدبيات الحزب.

في جيرود آنذاك لم يكن يوجد تنظيم، كنا بضعة طلاب، وأنا منهم، معروفون أننا شيوعيون حتى عام 1956، التقيت عدة مرات في التظاهرات في دمشق التي كان ينظمها الحزب ضد الأحلاف العسكرية، التقيت بالرفيق هشام ظاظا الذي ساعدنا على التواصل مع الحزب، ومن يومها صار في جيرود منظمة تعمل حسب مبادئ الحزب وتعليماته، وهذا التنظيم مثل باقي منظمات الحزب بظروف نضال علني وسري، وتأثر بما أصاب الحزب التي تعرفونها ولا يسعني إلا أن أقول المجد والخلود لشهداء جيشنا ورفاقنا الأبرار.

عاش الحزب الشيوعي السوري في نضاله من أجل وحدة التراب السوري مع كل القوى التقدمية والوطنية لتحجيم الفساد ورفع الضيم عن الفئات الفقيرة والتوجه لتحصين القطاع العام. كما نعرف أن جريمتنا أننا حدود مع (إسرائيل) التي هي جزء لا يتجزأ من قوى الإمبريالية والاستعمار الدولي.

وحدة الشيوعيين حتى وحدة كل القوى الوطنية والتقدمية هو مطلب يهم كل فئات شعبنا الشرفاء وحتى أحرار العالم.

وشكراً لكم.

كلمة الشباب

– قدم الرفيق الشاب عبد العزيز نمرة كلمة بهذه المناسبة باسم الشباب في المنظمة.

أيها الرفاق والرفيقات

بداية أرحب مجدداً بالرفيق الأمين العام لحزبنا نجم الدين خريط، وبالرفاق الضيوف جميعاً.

هنيئاً لنا بالذكرى السابعة والتسعين لميلاد الحزب، ونؤكد على محافظتنا وثباتنا على المبادئ الإنسانية والأخلاقية المدافعة عن حقوق الفقراء المضطهدين، وسنستمر بالدفاع عن مصالح الجماهير وخاصة العمال والفلاحين.

أيها الرفاق

الأزمة السورية تجاوزت العشر سنوات، ولا ريب أنها قد طالت غالبية الشعب السوري، وهناك أناس لم تطلهم الأزمة هم من استغلوها لمصالحهم وثرواتهم ونسوا الوطن وأبنائه.

لن أتنحى عن مضمون كلمتي لأن هذا الكلام متأكد أن الرفيق الأمين العام سيذكره بحديثه عن الأزمة السورية، أما كلمتي فهي عن الشباب السوري بشكل عام، فلكل فئة من هذا المجتمع له هم أوكلته له الأزمة، فالشباب متحير مما يحل به في هذه الأيام عن سواها من ذي قبل، نحن كشباب وضعت أمامنا عوائق وعراقيل لكيلا ننهض بفكرنا وعلمنا وعملنا ولا حتى بوطننا.

الدراسة والحياة الجامعية تزداد صعوبة وتصبح أمراً معقداً للكفاية، تتصدر هذه الصعوبة المعدلات المترفعة لتحرم الغالبية من رغباتهم، ففي كل عام ترتفع المعدلات لتجبر أغلب الطلبة على تسجيل أي فرع جامعي حتى ولو لم يكن هناك رغبة به. ولا يقتصر الأمر على هذا، فالسكن والنقل أيضاً من أهم المشكلات التي يواجهها ذلك الطالب، وتشكل عائقاً أمامه في متابعة مسيرة حياته الجامعية، فالسكن الجامعي المتردي الخدمة لدرجة كبيرة لم يكن عليها من ذي قبل إلا لبعض أبناء وأحفاد السلطة، فلهم تسخر كل المتطلبات من تدفئة وإنارة وفرشات وغير ذلك.

وكلنا يعلم أن المعيشة خارج السكن الجامعي أمر ليس بالسهل، فالإيجارات في أي منطقة عشوائيات قريبة من المدينة لها أسعار جنونية لا يمكن للغالبية العظمى تحمّلها.

نعمل وما يقتضيه هو غالباً لا يتناسب من جهة مع ما يتطلبه من أجور النقل والمعيشة، ومن الجهة الأخرى الشباب العاملون في قطاعات الدولة، فالموظف الذي يعمل في الدولة يحصل على مرتب شهري لا يغطي مصروف أسبوع واحد في الشهر، ومع كل ذلك يجب علينا أن نشكر الحكومة وما تقدمه من زيادات للرواتب والمنح ورفع ضرائب بين قوسين، ولا ننسى فضلها برفع الأسعار والسلع، فمثلاً جرة الغاز أصبحت بذلك السعر، وليتر البنزين منذ يومين أصبح بذلك، وغيره من المواد الأساسية والحاجيات التي اعتمد عليها المواطن السوري وغير قادر على أن يتخلى عنها.. ورغم كل ذلك فهي تخطط أن تسلب الدعم عن فئة كبيرة من المواطنين بشروط وأسباب سحرية عجيبة.

 

أيها الرفاق!

في هذا المكان تكمن المشكلات، فالشباب السوري، لا يرى أمامه من حلول لتساعده في البقاء بوطنه بكرامة غير الذل إلا حل وحيداً ألا وهو السفر، نعم السفر، هذه الظاهرة غير الطبيعية والهجرة إلى دول الجوار وغير الجوار، وحكومتنا تتصنّع بأنها غير منتبهة لمثل هذه الكارثة، ولا تعترف بها أصلاً، فإذا لم تعترف بمشكلة فكيف لها أن تدرس لها حلولاً؟ تقف في وجهها، ثم إن هذه المشكلة حتماً ستؤدي إلى خراب البلاد أكثر فأكثر مما هي عليه اليوم، فالوطن من دون شباب، وطن بلا سواعد، وكيف لوطن أن يزدهر بلا سواعده؟ إن الحكومة العليا تغض بناظريها عن أهمية الشباب في هذه المرحلة.

 

الرفاق الأعزاء

يجدر أن أتكلم عن نشاطات الشباب في منظمتنا فهي نشاطات فردية نوعاً ما توثر في البعض من الرفاق تتجه نحو النشاطات الجامعية، ولكن هي ليست كما يجب أن تكون صراحة في ذلك، وبالطبع فلكل مشكلة سبب، فالأسباب عن الانقطاعات هي تلك الهموم التي أوكلتها الحكومة إلينا، همّ لقمة العيش، همّ التدفئة، همّ تأمين المياه، همّ الكهرباء، همّ السكن، همّ الدراسة والنقل، همّ مستقبل دولة بكاملها لا يعلم أحد إلى أين تسير ونحو ماذا، فكيف لشباب منظمتنا وكل أبناء السياسة ألا يبتعدوا عن النشاط السياسي، وبكل تأكيد.

في جعبتي الكثير، ولكنني أحسب لنفسي أني قمت بذكر رؤوس أقلام من المشكلات التي يواجهها الشباب السوري.

مبارك لنا جميعاً بالذكرى السابعة والتسعين.

عشتم وعاش الحزب.

الرفيق عبد العزيز أنس نمر

 

 

قدم الرفيق الأمين العام للحزب الشيوعي السوري عرضاً بشكل مختصر:

المحور الأول: تاريخ الحزب- ذكرى تأسيس الحزب 97 من أجل هدف الوطن وأبناء الوطن والفخر والاعتزاز لحزبنا، والذين ناضلوا، وأن نبقى نناضل من أجل الوطن والشعب. وجود شباب في منظمتكم سيحملون الراية من بعدكم، هذا الحزب هو استجابة لحاجة موضوعية وقد تجذّر في تربة الوطن، أخذ حق الحياة في الاستمرارية وترعرع وكبر في هذا الوطن رغم كل ما مر سيبقى هذا الحزب لأبناء هذا البلد، هو وسيلة وليس غاية، سنحتفل جميعاً بعد ثلاث سنوات بالذكرى المئوية لحزبنا، والظروف الموضوعية تتطلب صف الشيوعيين ووحدتهم، نحتفل جميعاً احتفالاً واحداً- حزب شيوعي واحد لكل القوى اليسارية والوطنية لتشكيل تيار ثوري ديمقراطي علماني، وأن نقف ضد الليبرالية ضد أي فكر سلفي.

المحور الثاني: الوضع في البلد والأزمة، تمر البلد بأصعب الظروف مرت بها سورية وتاريخها، على الأراضي السورية خمسة جيوش، نحن دخلنا بحراك شعبي مشروع ضمن موجة على المنطقة بما يسمى الربيع العربي، بعضها كانت مشروعة ثم انتقلت إلى العسكرة إلى احتلال جيوش للأراضي السورية إلى وجود فصائل وميليشيات متعددة وكثيرة- جزء من الأراضي السورية ليس بيدها- والجزء الهام هي (الجزيرة) الخزان المائي والنفطي والغذائي، حالياً البنى التحتية هدمت (مدارس- جامعات- محطات كهرباء)

المحور الثالث: الاقتصاد، نتيجة الحرب وصلنا إلى أحوال معيشية سيئة بسبب قانون قيصر وسياسات الحكومة المتعددة، لم يعد يوجد هناك طبقة وسطى، عندنا أمراء حرب تجار يعملون على ما تملّك كل شيء، أدى ذلك إلى استياء الشعب، والناس لم يشاهدوا جدية في المعالجة، هذا الوضع إلى أين؟ نحن حزب سياسي نعمل وفق سياستنا، ليس عندنا منابر وقوى سياسية قوية مؤثرة، نحافظ على وحدة بلدنا واستقلاله.

في نهاية الندوة، كرّم الرفيق نجم الدين خريط (الأمين العام للحزب الشيوعي السوري)، الرفيق الدكتور بيازيد عرابي الذي تجاوز عمره 83 عاماً.

وبعد ذلك قام الأمين العام، وعضو المكتب السياسي خليل داود، وأعضاء اللجنة المنطقية، بتقديم واجب العزاء للرفيق سمير بكر (عضو المكتب التنفيذي لاتحاد عمال دمشق في منزله) بجيرود.

آخر الأخبار