افتتاحية العدد 995 من جريدة “النور” | استعادة ثروات الوطن.. عوضاً عن الحرمان

ما واجهته بلادنا منذ بداية الأزمة والغزو الإرهابي الفاشي من تداعيات سياسية وعسكرية واقتصادية ومعيشية وإنسانية، أجبرت المواطنين السوريين الذين وقفوا على المتاريس مع قواتهم المسلحة الباسلة، على الدخول في نفق طويل من المعاناة والمصاعب المعيشية والاجتماعية لم يعرفها شعب من الشعوب في التاريخ الحديث.

صحيح أن قدرة المواطن السوري المالية لعبت دوراً أساسياً حتى قبل عام 2011 في اعتماده على الدعم والتسهيلات الحكومية، لكن سنوات الجمر وما تخللها من نكبات ومصاعب، بسبب الحصار والعقوبات والسياسات الحكومية القاصرة، حوّلت أكثرية المواطنين السوريين إلى خانة الفقر والفقر المدقع، حتى من امتلك منهم سيارتين، أو نادياً رياضياً، أو مكتباً عقارياً.

كنا وما زلنا مع توجيه الدعم الحكومي إلى مستحقيه، لكن الظرف المأسوي الذي يعيشه المواطن السوري يتطلب الحكمة والواقعية في طريقة إيصال الدعم إلى مستحقيه، في ظل ظروف تتطلب تكاتف جميع الفئات الاجتماعية، للوقوف في مواجهة الاحتلال واستعادة السيادة السورية، ووحدة الأرض والشعب.

لقد تقدم حزبنا الشيوعي السوري الموحد بحزمة من الاقتراحات في هذا المجال، وتتلخص بزيادة الدعم للمواد والمستلزمات الرئيسية التي يحتاجها المواطن والمزارع والصناعي والحرفي، وتمويل هذه الزيادة من رفع نسبة الضرائب على أرباح تجار الحرب ومقتنصي ظروف الحصار وسماسرة الأسواق السوداء، واسترداد الأموال التي نُهبت من خزينة الدولة، بهذه الطريقة أو تلك، أما الحل النهائي لمآسي المواطنين السوريين، فيتلخص في السعي الجدي لاستعادة ثرواتنا المسلوبة، وأرضنا المعطاءة، فهي كفيلة، في ظل سياسات اقتصادية تنموية، بتحويل المجتمع السوري من مجتمع يتلقى المساعدات إلى مجتمع الوفرة والرفاه.

– هل أصبح همّ الحكومة الأساسي اليوم حرمان هذا وذاك، بدلاً من العمل لإخراج سورية من نفقها المعتم؟!

– هل نسيتم هجرة شبابنا، هذه الثروة التي لن تعوّض؟!

– لماذا تتجاهلون الهوّة الواسعة بين الأجور والأسعار وتقفون متفرجين على ممارسات الحيتان والمحتكرين؟!

– وماذا عن معاناة المصابين وأسر شهداء مواجهة الغزو الإرهابي؟!

– ماذا فعلتم لتوفير فرص العمل في القطاعين العام والخاص؟!

– ماذا عن مساعدة المنتجين الوطنيين في الزراعة والصناعة؟!

وبغض النظر عن الأسس التي اعتمدتها الحكومة لحرمان نحو مليوني مواطن من الدعم الحكومي، فإننا لسنا مع الحرمان في هذه المرحلة، ولسنا مع إحداث فوارق اجتماعية في ظرف يسعى فيه أعداء الوطن إلى تكريس اصطفافات طائفية وقبلية ومناطقية وإثنية، لإضعاف الصمود السوري في مواجهة الاحتلال.

المرحلة تتطلب خطاباً حكومياً واقعياً، وتعهداً بالعمل الدؤوب لإخراج المواطن السوري من نفقه المظلم.. فهلّا فعلتم؟!

آخر الأخبار