الفقر والتهميش من ورائكم.. والبحر وقوارب الموت من أمامكم!

لكن هذا ما حصل، ووجدت أعدادٌ كبيرة من هذه الفئات نفسها محشورة بين سندان اليأس ومطرقة مراكب الموت، لكن طموح الوصول إلى بلاد الاستقرار والأمن والكفاية، تغلّب على مخاوف الرحلة ومخاطرها، فوصل من وصل، لكن كان لمراكب الموت نصيبٌ في إزهاق أرواح السوريين الساعين إلى الأمل.

لقد تتالت كوارث مراكب الموت، وكان آخرها كارثة غرق المركب اللبناني قبالة طرطوس، الذي ضم لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، وهي تشير إلى الصعوبات التي تقاسيها شعوب المنطقة بأسرها، وليس سورية فحسب.

لقد كتبنا- وكتب غيرنا أيضاً- ونبّهنا الحكومات المتعاقبة إلى ضرورة بذل الجهود المخلصة لتحسين الأوضاع المعيشية للفئات الفقيرة والمتوسطة، والاهتمام بأوضاع الشباب السوري، وتقليص معاناتهم، بدءاً من متابعة تعليمهم وانتهاء بالخدمة الإلزامية وتوفير فرص العمل.

وها نحن نكرّر هنا، فلنركّز جهودنا على تحسين الوضع المعيشي، ولندع شبابنا يفكّرون بتحسين أوضاعهم هنا في سورية، بدلاً من الهجرة إلى الخارج.

الرحمة لضحايا كارثة غرق المركب قبل أيام، لكن رحلات المراكب ستتواصل ما دام اليأس مقيماً في نفوس الناس.

(النور)

آخر الأخبار