في مؤتمر حزب الوحدويين الاشتراكيين.. الرفيق نجم الدين خريط: الوطنُ لنا جميعاً والوطنُ يسعُنا جميعاً والوطنُ بحاجةٍ إلينا جميعاً

تحت شعار (الوطن ليس لمن يسكن فيه، أو يحمل جنسيته، بل لمن يدافع عنه ويحميه)، عُقد بتاريخ 9/11/2022 المؤتمر العام العشرون لحزب الوحدويين الاشتراكيين، في صالة الاتحاد العام لنقابات العمال بدمشق، وقد حضر الافتتاح الرفيق اللواء محمد إبراهيم الشعار (نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية)، وألقى كلمة دعا فيها إلى ضرورة تطوير عمل الجبهة وترجمة أهدافها إلى واقع ملموس من خلال تطوير خطابها السياسي.

الأمين العام لحزب الوحدويين الاشتراكيين المهندس عدنان اسماعيل أشار إلى المسؤوليات التي تقع على عاتق الحزب والأحزاب الوطنية الأخرى للتصدي للغزوات الفكرية والإرهابية التي حاولت النيل من الوطن والشعب، مبيناً أن سورية تبقى في كل الأوقات مع المقاومة.

حضر المؤتمر وزيرا الاقتصاد والتجارة، والشؤون الاجتماعية وعدد من الأمناء العامين لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية.

وقد ألقى الرفيق نجم الدين الخريط كلمة باسم الحزب الشيوعي السوري الموحد، جاء فيها:

 

الأخ العزيز عدنان إسماعيل

الأمينُ العامُّ لحزبِ الوحدويين الاشتراكيين

عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية

 

الرفاق والإخوة أعضاء المؤتمر العام لحزب الوحدويين الاشتراكيين

الرفاق والإخوة الحضور كلٌّ باسمِه ومقامِه؛

يسعدُني أن أحملَ إليكم أحرَّ التحياتِ النضالية، وأسمى العواطفِ الأخويّة، من رفاقكم وأشقائكم قيادات وأعضاءِ أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وتمنّياتِ قيادةِ وأعضاءِ حزبِنا الشيوعيِّ السوريِّ الموحّد لمؤتمرِكم بالنجاحِ والتوفيق.

أيتُها الأخواتُ والرفيقات

أيها الإخوةُ والرفاق

 

إن انعقادَ مؤتمرِكُم هذا تحت شعار: (الوطنُ ليس لمَن يسكنُ فيه، أو يحملُ جنسيّتَهُ، بلْ لِمَن يدافعُ عنه ويحميه) إن هذا الشعارَ، بكلّ ما يعنيه، ليس جديداً على حزبكم الذي نبت وتربى في تربة هذا الوطن، وارتكز منذ الأيام الأولى لتأسيسه، بقيادة أستاذنا الكبير الراحل فايز إسماعيل، على أساسٍ صلبٍ من الوطنيةِ الصادقة التي تجسّدَتْ بقضيّةٍ واحدةٍ لا قضيّتَين: (بالوحدة والاشتراكية) نهجاً وفكراً.

وهو دليلٌ قاطعٌ على تمسُّكِ حزبِكُم المجيد بالوطنية مبدأً وممارسةً، وتأكيدٌ على أن الدفاعَ عن الوطن، في كلِّ الأوقاتِ في السِّلمِ والحرب، في السرّاءِ والضرّاء، في سنوات الرخاء وسنوات الشقاء، الدفاع عن الوطن حقٌّ وواجب، وإن الوطنيةَ الصادقةَ هي حبُّ الشعبِ – أبناءِ الوطن – والعملُ على ضمانِ التكافؤ في الحقوق والواجبات بين مختلف فئاته، وتلبيةِ مطالبِ ومستلزماتِ عيشِ أبنائِه الذين يربطُهم رابطُ الانتماءِ للوطنِ الأمِّ الغاليةِ سورية، سورية التي تخوضُ منذُ أكثرِ من عشرِ سنواتٍ حرباً متعدّدةَ الأطرافِ والجبهات. فقد شنّت عليها الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية وحلفاؤُها حملةً تآمريّةً واسعة هدفَتْ إلى تدميرِها بجميعِ مقوماتِها.

لقد جابهتْ سوريةُ شعباً وجيشاً وقيادةً هذه الحربَ، بقوةٍ وبسالة، وتمكّنتْ بصمودِها وبالتضحيات الهائلة التي بذلَها شعبُها الجبّار، وجيشُها الباسل، وقيادتُها الحكيمة، وبالدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الذي قدمه لها حلفاؤها المخلصون، تمكّنَتْ من دحر هذا العدوان، وإسقاطِ مشروع (داعش)، وتحريرِ معظم الأراضي السورية، وإعادةِ سيطرة الدولة السورية على هذه الأراضي.

وإلى اليوم، وجيشنا الباسل مازال يواجه بقايا الإرهابيين، ويقفُ في مواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للأرض السورية، في ظلِّ حصارٍ اقتصاديٍّ جائر وعقوباتٍ اقتصادية ظالمة فرضَتْها دولُ التحالفِ المعادي لسورية، لإركاعها وبهدف تهيئة مناخات الاستسلام والتطبيع والتنازل عن الحقوق.

 

أيها الإخوة

إن الشعب السوري يخوض اليوم معاركَ متعدّدةً ومتنوعة، فمن مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض والحفاظ على استقلال ووحدة البلاد أرضاً وشعباً، إلى توفير عواملِ استمرار الصمود، وتأمينِ مستلزمات الحياة وإعادة البناء. وإن الانتصارَ في جميع هذه المعارك، يتطلّبُ جهوداً مشتركة من جميع الأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية وفي مقدمتها أحزابُ الجبهةِ الوطنية التقدمية.

نعم، إننا على يقينٍ بأن سورية لن تُهزَم، لكنْ علينا تهيئةُ مستلزماتِ الانتصار، وهنا تصبحُ الحاجةُ إلى توحيد كلمة السوريين ضرورةً قصوى أكثرَ من أيّ وقتٍ مضى، وهذا ما أكّده شعارُ مؤتمرِكم الكريم: (قوّتُنا بوحدتِنا). إن كلَّ الظروفِ المحيطة بنا تُلزمُنا بتوحيدِ الكلمة السورية، لأنّ الحلَّ سوريّ وبأيدٍ سورية عبر مؤتمرِ حوارٍ وطنيٍّ شامل، يُعقَد هنا في دمشقَ عاصمةِ الأمويين، وَلْتكُنْ رؤيةُ السيدِ رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد التي طرحها في بداية 2013 بما تضمّنَتْه من إصلاحاتٍ سياسية واقتصادية واجتماعية هي الإطارُ الجامعُ لهذا الحوار. فالوطنُ لنا جميعاً، والوطنُ يسعُنا جميعاً، والوطنُ بحاجةٍ إلينا جميعاً_ فلْنعملْ بإخلاصٍ لتوحيد كلمة السوريين، لتوحيد جهود السوريين، بالاستفادة إلى أقصى حدٍّ من التوازنات العالمية الجديدة، لزيادة قوة وشدة مقاومة جميع مشاريع السيطرة الامبريالية والصهيونية ولتحرير الأراضي المحتلة، وتلبية مطالب الجماهير الشعبية. وإننا نرى أن الجبهة الوطنية التقدمية، كقوى سياسية فاعلة ومؤثرة تكوّنت تاريخياً من خلال تحالف وتعاون الأحزاب والقوى الوطنية المخلصة، يمكن أن تقومَ بهذا الدور، بل ينبغي أن تقومَ بهذا الدور الهامّ والمصيري في حياة الشعب السوري.

إنه نداءٌ من هذا المنبر إلى القيادات السياسية في البلاد، وإلى جميع من يسعى جاهداً لسلامة الوطن، وخلاص الشعب من همومه ومشاكله، نحو غدٍ وضّاء ومستقبلٍ زاهر.

وبهذه المناسبة أؤكدُ باسم حزبنا الشيوعي السوري الموحد أن السياسة التي سرنا عليها، خلال السنوات الماضية، سياسة الدفاع عن الوطن، وأبناء الوطن، والتعاون مع جميع القوى الوطنية في هذا السبيل، وخاصة التحالف الوطني مع حزب البعث العربي الاشتراكي، ومع أحزابِ الجبهة الوطنية التقدمية، وسنواصلُ السيرَ عليها لاحقاً، وسنحميها ونحافظُ عليها بكلّ قوّتِنا.

 

التحيةُ لجيشنا الباسل

التحية لشعبنا الصامد

وخالصُ التحية لرئيس الجبهة الوطنية التقدمية، ورئيسِ البلاد، السيد الدكتور بشار الأسد.

 

نتمنّى لمؤتمركم النجاحَ والتوفيق.

وإلى الأمام، أيّها الرفاقُ والإخوة، في نضالِكم المستمرّ من أجل بلدِكم، من أجل مهدِ الحضارةِ والتاريخ، من أجل سورية الماضي والحاضر والمستقبل.. وإلى الأمام.

آخر الأخبار