الحزب الشيوعي السوري الموحد يكرّم الشهداء والعمال والنقابيين القدامى في مهرجان سياسي

نمر: بناء الدولة الوطنية الديمقراطية أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية
أقام الحزب الشيوعي السوري الموحد يوم السبت 10 أيار 2014 مهرجاناً سياسياً إحياءً لذكرى الأول من أيار عيد العمال العالمي، وعيد الشهداء في السادس من أيار، بحضور الرفيق حنين نمر الأمين العام للحزب، وعدد من أعضاء المكتب السياسي، وأمناء وأعضاء اللجان المنطقية للحزب في دمشق وريف دمشق والقنيطرة، وجمهور من أعضاء الحزب وكوادره وأصدقائه.
وقد أقيم المهرجان في مبنى اتحاد عمال دمشق، بحضور عدد من الأمناء العامين للأحزاب السورية، وعدد من أعضاء مجلس الشعب، والاتحاد العام لنقابات العمال، والأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق، وممثلين عن سفارات إيران وكوريا الشمالية وكوبا بدمشق.
افتتح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت تقديراً وإجلالاً لأرواح شهداء الوطن، تلاه ترديد النشيد العربي السوري. وألقيت خلال المهرجان كلمات عديدة أشادت بدور الطبقة العاملة وتضحياتها في سورية، وثمنت دور الجيش العربي السوري، وحيّت الشهداء الذين سقطوا من أجل حرية سورية وتعزيز استقلالها ومنعتها.

وقال الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحّد في كلمته: إن سورية تقف اليوم في طليعة حركات التحرر الوطني العربي وتقارع قرابة مئة من دول العالم التابعة للإمبريالية، وتواجه أكثر من مئة ألف مرتزق أجنبي يعتدون على بلدنا منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولفت إلى أن هؤلاء المتوحشين لا فكر لهم ولا عقيدة سوى الساطور وتقطيع الجثث، كل ذلك جرى ولم يستدع كلمة استنكار واحدة من مدّعي الديمقراطية في العالم الرأسمالي الغربي أو من بعض العرب المتواطئين معهم، بل على العكس ما زالوا يمدّون الإرهابيين بالسلاح والعتاد والمال. ولفت نمر إلى تضحيات الشعب السوري في التصدي لهذا الغزو وتعطيل المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة والمشروع التكفيري في آن واحد، مؤكداً أن شعبنا يريد الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي، ولكنه لا يريد الارتماء في أحضان المستعمرين القدامى والجدد تحت اسم الحرية، ولا في أيدي مشايخ النفط الذين لم تشهد بلادهم دستوراً واحداً.

وأكد أيضاً حرص الحزب الشيوعي السوري الموحد على تلازم الأهداف الوطنية والاجتماعية والديمقراطية، (فلا يمكن أن ينجح المشروع الوطني المقاوم إلا باقتصاد وطني مقاوم عادل، ويكون في مصلحة العمال والفلاحين والطبقات الكادحة)، مبيناً أن بناء الدولة الوطنية الديمقراطية هي الرافعة الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وبيّن نمر أن الاستحقاق الرئاسي لانتخابات رئاسة الجمهورية هو خطوة متقدمة على طريق الإصلاحات التي نفذ بعضها وينتظر بعضها الآخر التنفيذ، كما أنها تعد تصدياً للمشروع الإمبريالي في المنطقة والمشروع التكفيري.

وقال رئيس اتحاد عمال دمشق حسام إبراهيم إن عمال سورية عبر تاريخها المشرق كانوا سباقين في التضحية والعمل من أجل حرية الوطن واستقلاله، وعلى هذا الطريق مازلنا نقدم قوافل الشهداء فداء للوطن ونبني ونعلي بنيان سورية، ونسهم مع كل أحرار العالم في النضال ضد كل أشكال الاستعمار والنهب والاستغلال.

وأضاف: لقد كانت سورية عبر تاريخها عرضة للمؤامرات ومحطّ أطماع القوى الإقليمية والعالمية، واليوم تواجه العدو الإرهابي التكفيري، الذي تصدى له شعبنا، مؤكداً أنه بهمة كل الشرفاء من هذا الشعب وبهمة الجيش العربي السوري وتضحياته وحكمة القيادة السورية، فإن سورية ستنتصر وسيبقى شعبها يعيش بكل مكوناته وأطيافه بسلام ومحبة. وأكدت الرفيقة إنعام المصري، عضوة المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد، وأمينة مكتب الثقافة والإعلام في اتحاد عمال دمشق وقوف الحزب إلى جانب الطبقة العاملة بهدف تحقيق مطالبها المشروعة، ومنها الحصول على أجر عادل وضمان اجتماعي شامل وسكن عمالي وللحفاظ على حقوقها المكتسبة ومكافحة الفساد والغلاء وعودة المهجرين إلى منازلهم. ولفتت المصري إلى استمرار نضال الحزب إلى جانب الاتحاد العام لنقابات العمال من أجل أن يكون مشروع إعادة الإعمار بأيدٍ وخبرات وطنية ومساعدة الأصدقاء، وتحديد هوية للاقتصاد الوطني تحقق تنمية شاملة لا مكان فيها للسياسات الليبرالية، مع الحفاظ على القطاع العام وتوفير فرص عمل وتنظيم القطاع الخاص دون إذعان العمال لشروط مزاجية رب العمل، إضافة إلى معالجة أوضاع الشهداء والمخطوفين والمعتقلين من العمال في سورية بما يضمن عدم تشريد أسرهم. أما ممثل النقابيين القدامى الرفيق موفق الخانجي، فقد ثمّن نضالات الطبقة العاملة في سورية وتضحياتها الكبيرة في ظل الأزمة، ولفت إلى محاولات ممثلي الليبرالية الاقتصادية في العقد الماضي ضرب القطاع العام والصناعة والزراعة، وأكد ضرورة الحفاظ على القطاع العام وإصلاحه، وحماية حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها، وتعديل قانون العمل 17 الذي أجحف بحقوق عمال القطاع الخاص وسمح بتسريح الآلاف منهم.

وأشارت رؤى رمضان زوجة الرفيق الشهيد أحمد العليوي إلى أن الشهداء قدموا أغلى ما عندهم فداء للوطن الغالي، داعية إلى تقديم المزيد من التضحيات ليبقى الوطن بخير ولتبقى سورية حرة مستقلة.

يذكر أن المهرجان تضمن تكريم عدد من أسر الشهداء العمال والنقابيين القدامى، كما قدمت فقرة شعرية شارك فيها عدد من الشعراء من مناضلي الحزب، إضافة إلى عدد من العروض الفنية.

وقد قدم الحفل الرفيق محمد أنجيلة.

آخر الأخبار