رشاد عيسى 1909

ولد رشاد عيسى عام ،1909 وانتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1930 سجنه الفرنسيون في الثلاثينيات من القرن الماضي،

ولد رشاد عيسى عام ،1909 وانتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1930 سجنه الفرنسيون في الثلاثينيات من القرن الماضي، درس الحقوق في معهد الحقوق بدمشق، وصار مخولاً بممارسة مهنة المحاماة. اعتقلته سلطات الاحتلال الفرنسية عام ،1940 وحكمته المحاكم العسكرية بالسجن لمدة خمس سنوات، وكان في السجن إلى جانب فرج الله الحلو ونقولا شاوي.

كان مسؤولاً عن منظمة الحزب الشيوعي السوري في لواء إسكندرون، وساهم في تنظيم العمل ضد ضم اللواء إلى تركيا.. انتخبه المؤتمر الثاني للحزب عام 1943-1944 عضواً في اللجنة المركزية، وانتخبته اللجنة المركزية عضواً للمكتب السياسي.

ولما نشبت الحرب العالمية الثانية وحرّمت السلطات الفرنسية نشاط حزبنا لشيوعي، بل نشاط كل حركة وطنية وشعبية، تابع رفيقنا رشاد عيسى نشاطه، فاعتقل وحكمت عليه المحاكم العسكرية الفرنسية بالسجن خمس سنوات.. ولم يثن ذلك فقيدنا عن نضاله فكانت معنوياته العالية وصموده البطولي مثلاً يحتذى لرفاقه.

لقد تبوأ رشاد عيسى مراكز قيادية في حزبنا، فكان عضواً في اللجنة المركزية وفي مكتبها السياسي عندما كان نشاط حزبنا يشمل سورية ولبنان معاً، وكان سكرتيراً للجنة المركزية خلال سنوات طويلة، وأعيد انتخابه لهذه المراكز الحزبية في المؤتمر الثاني لحزبنا الذي عقد في أواخر عام 1943 وأوائل عام 1944.

لقد كان شيوعياً مرموقاً، عرف بتواضعه وحسن استماعه للآخرين وفهمه للمواضيع والمشاكل المتعددة والمتنوعة التي تواجه الحزب ويعيشها الرفاق في نضالهم السياسي ونشاطهم التنظيمي، وكان يهتم ويركز على ما هو جوهري وأساسي في جميع المواضيع والمشاكل، ويصف الحلول المعقولة والعملية في إطار خطة الحزب، ويعيّن المواقف الصحيحة التي ينبغي اتخاذها.

لقد عاش رفيقنا العزيز حياة سرية في عهود الديكتاتوريات العسكرية، وهو من أوائل من عمل في أول مطبعة سرية للحزب، وصفّ بيديه أول منشور صدر فيها.. نعم إنه عمل بجلد وصبر، متحملاً المشاق والصعاب، رابط الجأش من أجل شعبه، من أجل حزبنا، متحدياً إرهاب المستعمرين وتعذيبهم وسجنهم، متحدياً إرهاب الديكتاتوريات والرجعية وتدابيرها القمعية.

إن الصفات التي تحلى بها رشاد عيسى وإخلاصه واستقامته جعلته محامياً مرموقاً ومحبوباً، خصوصاً بين زملائه المحامين.

ظل أكثر من 30 عاماً ممثلاً لزملائه المحامين في مجلس خزانة التقاعد الذي قام بإدارته حتى وفاته بإخلاص واستقامة.

إن ذكرى الرفيق رشاد عيسى ستظل ماثلة في قلوبنا جميعاً، وستظل حياته نبراساً للأجيال القادمة تهتدي به وتسير على هديه.

آخر الأخبار