يوسف إبراهيم يزبك (1901-1982)

تأسس الحزب الشيوعي في سورية ولبنان عام 1924 وكان بين مؤسسيه يوسف إبراهيم يزبك، فؤاد الشمالي، فريد طعمة، إلياس قشعمي، وانضم إليهم بعد أيام بطرس حشيمة، وكان يوسف يزبك مثقفاً، أما الباقون فكانوا عمالاً، وانتخب المؤسسون يوسف يزبك سكرتيراً للحزب.

 

تأسس الحزب الشيوعي في سورية ولبنان عام 1924 وكان بين مؤسسيه يوسف إبراهيم يزبك، فؤاد الشمالي، فريد طعمة، إلياس قشعمي، وانضم إليهم بعد أيام بطرس حشيمة، وكان يوسف يزبك مثقفاً، أما الباقون فكانوا عمالاً، وانتخب المؤسسون يوسف يزبك سكرتيراً للحزب.

ولد يوسف يزبك عام 1901 في الحدث قرب بيروت، في عائلة غنية، وصفها يزبك قائلاً: (نشأت – ولا افتخار- بين رخاء العيش في بيت كريم، فشئت آن آخذ عن ذوي حسن آدابهم تاركاً لهم أموالهم وأرزاقهم واعتقاداتهم الاجتماعية والدينية).

سافر مع أمه إلى المكسيك عام 1909 ودرس مبادئ اللغة العربية على يد سعيد فاضل عقل، وكان سعيد يصدر جريدة اسمها (صدى المكسيك) ودرّسه مبادئ النقمة على الاضطهاد التركي ضد العرب.

عاد يوسف إلى لبنان عام 1911 ودخل مدرسة بعبدا، وكان أستاذه هنا صحفي استقلالي آخر هو وديع عقل.

تفتحت عينا يوسف يزبك على اضطهاد الأكيروز وظلم العثمانيين، وعندما كان في الخامسة عشرة من عمره شهد إعدام أول قافلة من المناضلين ضد الاحتلال العثماني، وكان من بين أولئك الشهداء أستاذه سعيد فاضل عقل.

في عام 1918 شهد فجر يوم تحرير سورية من نير الاحتلال العثماني، وقيام أول دولة عربية في دمشق، ولكن هذا اليوم لم يلبث أن عتمه الاحتلال الفرنسي للبنان وسورية، ورأى المقاومة البطولية التي خاضها المناضلون في معركة ميسلون ضد أقوى الجيوش البرية في العالم يومذاك.

في هذا الوضع وخلال العشرينيات، مع بروز تناقضات الوضع الانتدابي، ووجود حركة عمالية متنامية، أخذ يزبك يبذر أفكار الاشتراكية، وكانت هذه الأفكار ساذجة وعاطفية، ومغموسة بالنغم الرومنتيكي الحزين وبالدموع.. و(كان ينشر مقالاته في جريدة (الصحافي التائه) بتوقيع (الشبح الباكي)، وفي الوقت نفسه نشرت هذه الجريدة رسالة آتية من (الشام) بتوقيع (سعاد الحكيم)، وتعبر الرسالة عن الضرورة الملحة لوجود حزب العمال.

منذ عام 1923 كان يزبك يعتبر نفساً شيوعياً بولشفياً، ومع كل هذا فقد ظلت معارفه البولشيفية (طوباوية وسطحية) – كما يقول هو- حتى وفاة لينين عام 1924 فكتب مقالة في (الصحافي التائع) بعنوان (مات لينين)، وترجم مقالتين عن مجلة (إيلوستراسيون) إلى مجلة (المعرض)، تتحدث إحداهما عن عمل لينين، وتصف الأخرى مأتم قائد ثورة أكتوبر. ويقول يزبك: (هاتان المقالتان دفعتا بي إلى الاهتمام بمعرفة حياة الإنسان الجبار الذي سمته صحافة أوربا (إله روسيا) وإلى تفهم بعض مبادئه تفهماً صحيحاً، فبدأت صلتي بالفكر الماركسي الحقيقي وبدأت أقرأ لينين).

إن ارتباط يوسف يزبك الروحي بالأممية الشيوعية، والاطلاع على بعض منشوراتها، ويعض كتابات لينين، كل هذا كان عاملاً حاسماً في تطويره الفكري والعملي، وفي دفعه بالتالي لأن يكون أحد الأوائل في عملية تكوين الحزب الشيوعي.

من المعلوم أن يوسف كان التقى عام 1923 مع فؤاد الشمالي الذي طرده المستعمرون البريطانيون من مصر بسبب كونه شيوعياً وتوثقت عرى الصداقة بينهما.

في الأول من أيار 1925 أقام حزب الشعب اللبناني احتفالاً بهه المناسبة، وحضرته مجموعة من الشيوعيين الأرمن، وفي النصف الأول من حزيران تشكلت لجنة مركزية باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في سورية ولبنان، من فؤاد الشمالي، يوسف يزبك، أرتين، مادويان، وهيكازون بوباجيان، وأصدر الحزب جريدته العلنية (صوت الشعب).

من عطاءات يوسف يزبك

كتب عشرات بل مئات المقالات في (الصحفي التائه) وفي (صوت الشعب)، وفي مجلة (الدهور) وكذلك في مجلة (الطليعة) وفي جريدة (صوت العمال)، وفي جريدته (السيار).. ومن كتبه: حكاية أول نوار في العالم العربي، مؤتمر الشهداء(مهد له ونشره يزبك عام 1955)، تطور الشعر العربي، ثورة وفتنة في لبنان (تقديم وتحقيق لمخطوطة عن أحداث عام 1860 في لبنان وأخبار ثورة طانيوس شاهين الفلاحين، أوراق لبنانية، وهو يتألف من 38 جزءاً. وقال يوسف إبراهيم يزبك في مقابلة عام 1974 مع جريدة (النداء) اللبنانية: (أنا عميد جميع أصدقاء الاتحاد السوفييتي، وأقدم معجب به في طول الشرق وعرضه).

توقف قلب يوسف يزبك عن الخفقان في يوم 25 حزيران 1982.

آخر الأخبار