يوسف خطار الحلو: (1910 – 1996)

في السابع عشر من آذار عام 1996 توفي الرفيق المناضل الكبير والصحفي والكاتب يوسف خطار الحلو (أبو وضاح) عن عمر يناهز قرابة الـ86 عاماً في بلدته حصرايل بلبنان.

<span style=”font-family:” Sans=”Sans” Unicode”,”=”Unicode”,””>

نشأ الرفيق يوسف وترعرع في وسط فلاحي وانتمى إلى الحزب الشيوعي اللبناني سنة 1931. وقد أدرك عظم المسؤوليات الملقاة على عاتقه من هذا الانتماء، فعمل جاهداً وبلا كلل لتثقيف نفسه وتوسيع معارفه. فتحول ذلك الفلاح البسيط إلى صحفي معترف به على نطاق  الوطن، وإلى باحث اقتصادي.. وإلى كاتب ومؤلف، وكان في عداد وفد الحزب إلى المؤتمر السابع للكومنتيرن سنة 1935 ثم انتخب عضواً إلى اللجنة المركزية، ثم إلى المكتب السياسي في المؤتمر الأول للحزب سنة 1943 – 1944.. وشارك في اللقاء العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية سنة 1969. وقد أعيد انتخابه مرات عدة في المكتب السياسي وسائر الهيئات القيادية للحزب.

وإذ شارك الرفيق يوسف بكل صبر وجلد في نضالات الحزب حين فرضت عليه ظروف العمل السري، لم يتوان مطلقاً عن الإسهام في النضالات الجماهيرية في التصدي عبر المظاهرات الشعبية لمشاريع الأحلاف العسكرية التي أريد فرضها على لبنان منذ نيله الاستقلال. وقد تحمل بسبب ذلك التبعات السياسية، فلوحق مراراً ودخل السجون في العديد من المرات وقضى فيها السنين.

واستمر أبو وضاح في عطائه مؤدياً دوراً كبيراً في تطور الحزب وتجدده في مؤتمره الثاني، والمؤتمرات اللاحقة، وفي مواقع القيادة التي تبوأها، وبضمن ذلك رئيس لجنة الرقابة المركزية مشاركاً بنشاط في جميع النضالات التي خاضها الحزب والحركة الوطنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، دعماً للمقاومة الوطنية ودفاعاً عن وحدة لبنان، ومن أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي.

إلى جانب كفاءاته المتنوعة ونشاطاته في أكثر من ميدان، بذل أبو وضاح جهداً كبيراً لتطوير العمل النقابي، بحكم عضويته في نقابة الصحافة، وكان داعماً للجهود من أجل الحفاظ على حرية التعبير والإعلام والدفاع عن الديمقراطية.

واستمر أبو وضاح كما بدأ مثابراً على القيام بمهامه النضالية والنقابية متفانياً بأدائها حتى الأيام الأخيرة من حياته.

أبّنه الرفيق الراحل يوسف الفيصل، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري آنذاك، بكلمة قال فيها: (كان يملك مخزوناً غنياً من العلم والثقافة، ومن التراث الشعبي

والحكمة الشعبية، فلم يبخل بها، وإنما نذرها بسخاء في كتاباته المختلفة التي ملأت الصحافة اللبنانية لتنير الطريق أمام الأجيال الصاعدة).

آخر الأخبار