البرنامج السياسي الجديد للحزب الشيوعي السوري النقاط الثماني عشرة عام 1961

بعد مرور بضعة أعوام على قيام الجمهورية العربية المتحدة، وبعد التطورات التي حدثت منذ صدور البنود الثلاثة عشر، ناقش الحزب مجمل الوضع في سورية وطرح برنامجاً سياسياً جديداً نوقش في جميع قواعد الحزب ونشر في 24 أيار 1961 تحت عنوان «البرنامج السياسي الجديد للحزب الشيوعي السوري» المعروف باسم «البنود 18». وفيما يلي نص البرنامج:

1 ـ إعادة النظر بأسس الوحدة.

2 ـ تنظيم العلاقات بين الإقليمين السوري والمصري على أسس تراعى فيها الظروف الموضوعية التي تكونت تاريخياً في كلا القطرين، وبضمن  ذلك إنشاء برلمان وحكومة لسورية ينبثقان عن انتخابات ديمقراطية حرة ومباشرة وعامة ويتمتعان بالحرية الكاملة في تقرير شؤون البلاد كلها سوى الشؤون المشتركة التي يتفق الإقليمان على أن تكون من صلاحيات حكومة مركزية تتألف من ممثلي القطرين على قدم المساواة التامة.

3 ـ إنقاذ البلاد من الاستبداد والديكتاتورية والفوضى وإطلاق الحريات الديمقراطية، حرية الرأي والكلام والصحافة والنشر والاجتماع وحرية التظاهر والإضراب وحرية الجمعيات والنقابات والأحزاب السياسية.

4 ـ إلغاء الأحكام العرفية وجميع القوانين التعسفية التي صدرت بعد الوحدة، ومنع نزع الجنسية عن أي مواطن وردها إلى الذين أسقطت عنهم. وإعادة مبدأ التحقيق القضائي ومنع التوقيف الكيفي والتعذيب الجسدي والاضطهاد القومي والديني، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الوطنيين، ومعاقبة الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب.

5 ـ إنقاذ الاقتصاد السوري من التدهور وحمايته من نهب الاحتكارات المصرية وتحكمها، وتنظيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين سورية ومصر تنظيماً يحمي الإنتاج السوري من المزاحمة المصرية ويصون مصالح السوريين.

6 ـ حماية الصناعة السورية ومساعدتها وإيجاد الأسواق لتصريف المنتجات الصناعية والزراعية، وخصوصاً المنسوجات والقطن. ودعم النقد السوري وحمايته من التضخم، وإقامة العلاقات التجارية المباشرة بين سورية والبلدان العربية الشقيقة، والبلدان الأخرى على أساس المنفعة المتبادلة المتكافئة.

7 ـ حماية الاقتصاد السوري بقطاعيه العام والخاص من تسرب الرساميل والقروض الاستعمارية الأمريكية والألمانية الغربية وغيرها، التي استفحل تغلغلها وزاد خطرها منذ قيام الوحدة، ووقف أعمال النقطة الرابعة الأمريكية.

8 ـ الإسراع في تنفيذ المشاريع الاقتصادية التي تضمنتها الاتفاقات المعقودة عام 1957 بين سورية والاتحاد السوفييتي، والتي تنص على بناء السدود المائية كسد الفرات وإنتاج الكهرباء وإنشاء المعامل ومد السكك الحديدية وإنشاء شبكة ري واسعة وغير ذلك من المشاريع التي لها أهميتها وحيويتها لازدهار سورية ورفع مستوى الشعب السوري.

9 ـ تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي تنفيذاً صحيحاً، ووقف كل سوء استعمال وتحايل وخرق للقانون من الإقطاعيين. والسماح لجماهير الفلاحين بواسطة لجان ينتخبونها بأنفسهم. بالإشراف على تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي والمساهمة في تطبيقه ومساعدة الفلاحين الذين حصلوا على بعض الأرض، بما يمكِّنهم من استثمارها.

10 ـ توفير البذار والمياه للفلاحين، ومساعدتهم مالياً وفنياً وتحريرهم من نهب المرابين والبنوك، ومنع طردهم من الأرض وزيادة حصة الفلاحين العاملين بالحصة، ورفع أجور العمال الزراعيين.

11 ـ إمداد المناطق الجائعة والعطشى بالغذاء والمياه وعلف الماشية. ومكافحة غلاء المعيشة المتزايدة، وتوفير المواد الغذائية والأدوية الضرورية لجميع الفئات الشعبية والمناطق، وتحسين الخبز، وتخفيف أعباء الضرائب ومنع تزايدها.

12 ـ حماية أجور العمال من الانخفاض مع زيادتها، واسترجاع المكتسبات التي حصل عليها العمال السوريون قبل الوحدة، وتوفير الحقوق والحريات النقابية الأساسية كحق الإضراب وحرية التنظيم النقابي ووقف التدخل بشؤون النقابات، وعدم جعلها جهازاً تابعاً للدولة، ومنع التسريح التعسفي ومكافحة البطالة بإيجاد العمل للعمال العاطلين ومساعدتهم.

13 ـ توسيع نشر الثقافة والتعليم، وإلغاء القيود التي تمنع الطلاب من متابعة دراستهم الثانوية والجامعية والمهنية، وإعادة البرامج إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الوحدة من الناحيتين الثقافية والعلمية، ومنع اضطهاد رجال الفكر والأدب والفن، وإحياء التراث العربي الديمقراطي والتقدمي، وصون حقوق الطلاب الثقافية وتحرير اتحاداتهم من إشراف الدولة، وحماية الأخلاق والفضيلة من سياسة التفسخ والجريمة ومن تسهيل استعمال المخدرات، ومنع الدعايات الاستعمارية بمختلف وسائلها.

14 ـ صون كيان الجيش السوري وتعزيز مكانته، والكف عن سياسة التنكيل والتشريد تجاه الضباط والجنود الوطنيين، وإعادة الذين سرحوا منهم والذين أجبروا على الاستقالة، وحفظ كرامة أفراد الجيش ومنع أساليب الإهانة والجلد.

15 ـ النضال بحزم وثبات ضد الاستعمار، وعلى رأسه الاستعمار الأمريكي عدو العرب الرئيسي الذي يسعى لمد سيطرته على جميع البلدان العربية، ويدعم إسرائيل ويسلحها ضد حركات التحرر العربية، والنضال ضد القواعد الأمريكية والإنكليزية الموجودة في الشرق العربي التي تهدد سلامة بلادنا والسلم العالمي بأفدح الأخطار.

16ـ التضامن العربي على أساس النضال المشترك ضد الاستعمار وعملائه ومشاريعه ولحماية استقلال البلدان العربية المتحررة، وتأييد شعب الجزائر في نضاله من أجل الاستقلال وحق تقرير المصير، وشعب عُمان في نضاله ضد الاستعمار الإنكليزي، ونصرة جميع الشعوب العربية المكافحة في سبيل حريتها واستقلالها، وتأييد عرب فلسطين في مطالبهم العادلة، ومنع تحقيق مشروع همرشولد لتوطين اللاجئين ومشروع جونسون لتحويل نهر الأردن، ووقف أعمال التآمر ضد البلدان العربية الأخرى.

17 ـ الاستجابة عملياً إلى واقع أن حماية استقلال البلاد وسيادتها الوطنية وتحقيق مصالحها ببناء اقتصاد وطني مستقل متطور، يتطلبان بالضرورة تقوية عرى الصداقة مع الاتحاد السوفييتي وسائر دول المعسكر الاشتراكي، والاستفادة من معونتها الاقتصادية والفنية غير المشروطة إطلاقاً بشرط ما سياسي أو غير سياسي.

18 ـ انتهاج سياسة حياد صحيح، قوامها الإسهام في صيانة السلم العالمي وتوطيده على أساس التعايش السلمي ونزع السلاح الكامل، ومقاومة مساعي المستعمرين لتسعير الحرب الباردة وزج البشرية في أتون حرب نووية مدمرة ونبذ الأحلاف العسكرية ومساندة نضال شعوب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية من أجل التحرر والاستقلال الكامل.

آخر الأخبار