الرفيق الشهيد حسين عاقو (1914-1947)
ولد الرفيق حسين بن سعيد عاقو عام 1914 في حي ركن الدين بدمشق، ونشأ في عائلة عمالية فقيرة، وكان والده سعيد عاقو عامل نسيج.
بدأ حياته العملية عاملاً في صناعة النسيج، وكان يملك الخبرة والمهارة في هذه الصناعة، وكان في طليعة العمال المنتجين، انضم الرفيق حسين إلى صفوف الحزب الشيوعي السوري في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، وأصبح من كوادره العمالية النشيطة.
ساهم الرفيق حسين مساهمة نشيطة في تأسيس نقابة عمال النسيج الحديث (الآلي) بدمشق عام ،1935 وتبوأ منصب رئيس النقابة وأمين سرها عدة مرات، وبفضل نشاطه المميز والفعال قاد عدة إضرابات لعمال النسيج تحمل مطالب محددة حصل العمال بنتيجتها على زيادة في الأجور عام 1937 وأدت إلى إصدار قانون العمل عام 1946 وبسبب نشاطه المميز بين العمال اعتقل أكثر من مرة لنضاله من أجل مصالح الطبقة العاملة.
ناضل بشجاعة وجرأة مع جميع الوطنيين السوريين ضد المستعمر الفرنسي، واعتقل عام 1940 وأودع سجن المزة العسكري، ثم نقل إلى السجن العسكري في بيروت، ورغم كل أنواع التعذيب الذي مورس ضده، حافظ الرفيق حسين على موقفه الوطني الصلب.
اشترك الرفيق حسين في المؤتمر الثاني للحزب عام 1943 ـ 1944 بصفته مندوباً، وألقى كلمة في المؤتمر، وكان ينفذ المهام الحزبية التي توكل إليه مهما كانت بجرأة وشجاعة.
استشهد الرفيق حسين عاقو في 30 تشرين الثاني 1947 دفاعاً عن شرف الحزب، وعن حياة رفاقه، عندما قام نفر من عملاء الاستعمار والرجعية من جماعة (الإخوان المسلمين) وغيرهم بالهجوم على مكتب الحزب الشيوعي السوري في حي المزرعة بدمشق، ومنعهم من الدخول إليه.
ورفع مئات المحتشدين أمام مكتب الحزب شعارات معادية للحزب والاتحاد السوفييتي.
ويشكل (الإخوان المسلمون) النسبة العظمى من هؤلاء المتظاهرين، بحجة أنهم الوحيدون الذين يدافعون عن الشعب الفلسطيني وعن القضية الفلسطينية، علماً أن تاريخهم واضح، وعلاقاتهم مع الإنكليز معروفة منذ تأسيس الجماعة.
ظل الرفيق الشهيد حسين عاقو يدافع ببسالة عن الرفاق من القيادة والكوادر الذين كانوا في المكتب، إلى أن أصيب بطلقة غادرة واستشهد على إثرها..
وبمساعدة الجيران في البناء المجاور الذين وضعوا سُلّماً بين البناءين تمكن الرفاق من قيادة الحزب وكوادره من مغادرة المكتب.
فقدت الطبقة العاملة السورية باستشهاد الرفيق حسين عاقو قائداً نقابياً، وعاملاً وطنياً شريفاً مدافعاً عن القضايا الوطنية والاجتماعية، وفقد الحزب مناضلاً صلباً سيبقى رمزاً للشجاعة والإخلاص للحزب والوطن والشعب.