بلاغ عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد بتاريخ 21-22 نيسان 2022

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد اجتماعها الدوري الموسّع يومي 21-22/4/2022 برئاسة الرفيق علم الدين أبو عاصي (رئيس اللجنة)، وحضور الرفيق نجم الدين الخريط (الأمين العام للحزب)، وأعضاء لجنة الرقابة وأمناء اللجان المنطقية.

بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إكراماً لأرواح شهداء الحزب والوطن، ثم استعرض أعمال الحزب ونشاطاتها بين اجتماعي المركزية، وتنفيذ قرارات الاجتماع السابق.

وتابع الاجتماع التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ولاحظ تعثّر لقاءات جنيف، وفشل نتائجها في إيجاد الحل السياسي للأزمة السورية، وأكد أن حل الأزمة وإيجاد مخارج لوقف عذابات السوريين يحتاج إلى بذل جميع الجهود من قبل كل الأطراف السورية، ومنها الجانب الحكومي، للوصول إلى توافق يضمن وحدة البلاد وسيادتها، وتطوير المواجهة الشاملة للإرهاب وطرد المحتلين الصهاينة والأمريكان والأتراك، ودعم صمود الشعب والجيش، مما يتطلب العمل الجاد والسريع لرفع الأعباء المعيشية الثقيلة عن كاهل الفئات الفقيرة والمتوسطة، وحمايتها من جشع المحتكرين والفاسدين وتجار الحروب، الذين يسرقون نتائج أتعابها وينهبون مقومات حياتها، وكذلك حفظ أمنها من تسلّط العصابات والتنظيمات المسلحة، وتأمين عودة المهجرين إلى بيوتهم، فقد وصل الحال إلى درجة تنذر بمخاطر سياسية واجتماعية وإنسانية، يعمل الأعداء وعملاؤهم ودعاة التفرقة على استغلالها وتهديد كيان الدولة برمته.

إن اللجنة المركزية تجدّد الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني يضمّ الأطياف السياسية والاجتماعية والإثنية، لتوحيد جهود القوى الوطنية والديمقراطية، والتوافق على مستقبل سورية المتحررة، الديمقراطية.. العلمانية، وإعادة إعمارها.

وتابعت اللجنة المركزية تطورات العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، وأكدت أنها نتيجة السياسات العدوانية للولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، ورعايتهما للإرهاب والمنظمات النازية الجديدة، وتهديدها لأمن الاتحاد الروسي واستقراره، ولكل الدول التي ترفض الخضوع للإملاءات الإمبريالية، وتكريس تفردها كقطب أوحد بتقرير مصائر الشعوب والدول، مما هدّد السلم الدولي، وسلامة حياة البشرية بتصنيع الأوبئة ذات المنشأ البيولوجي والكيميائي والجرثومي ونشرها، الأمر الذي أدى إلى إيقاظ قوى جديدة ووازنة في العالم للوقوف في وجه طغيانها، والسعي لرسم معالم مرحلة جديدة يسودها التحرر من السيطرة والاستغلال والضغوط العدوانية، ونشهد أمثلة على ذلك في نهوض الصين، وتجمّع دول البريكس، ونجاح قوى وطنية ويسارية في الانتخابات في عدد من دول أمريكا اللاتينية.

وقد توقف الاجتماع طويلاً عند الوضع الاقتصادي والمعيشي الخانق للمواطن، وتداعياته على كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية، فالمواطن يعجز عن تأمين الحد الأدنى من احتياجاته أسرته، نتيجة الارتفاع الجنوني لأسعار الغذاء والدواء ومختلف الخدمات الضرورية، المترافق مع استمرار عجز الإجراءات الحكومية ونهجها الليبرالي عن المعالجة، وقصور برامجها في تفعيل الإنتاج الزراعي والصناعي، وتأمين مستلزمات نهوضها.

وأكد الاجتماع مجدداً ضرورة عقد مؤتمر وطني لكل الفعاليات الاقتصادية الوطنية لبحث الإجراءات الممكنة للمعالجة وتصويب المسار، ومواجهة ظروف العقوبات والحصار الظالم على بلادنا، وغيرها من منعكسات الحرب في أوكرانيا، والوضع الاقتصادي اللبناني بعد إفلاس مصرف لبنان المركزي.

وأكد الاجتماع أننا مع كل جهد يبذل لفكّ العزلة التي فُرضت على سورية، ومع التمسك بالثوابت الوطنية، واستعادة الجولان وكامل الأراضي العربية المحتلة، ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، والوقوف بحزم إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، والتضامن مع المقاومة الفلسطينية حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

إن ظروف المرحلة تؤكد ضرورة توحيد جهود القوى الوطنية الديمقراطية في بلادنا، وفي مقدمتها القوى اليسارية، والسعي لتوحيد صفوف جميع الشيوعيين السوريين كمهمة طبقية وحزبية ووطنية.

وكان على جدول أعمال الاجتماع العديد من الموضوعات الأخرى المتعلقة ببعض ميادين عمل الحزب، ناقشها واتخذ القرارات المتعلقة بها، وبالمهام الماثلة أمام الحزب في المرحلة القادمة، واستمرار الكفاح السياسي النشط في سبيل حرية الوطن وتقدّمه وسيادته وتحقيق الديمقراطية والعدالة والمستقبل الاشتراكي.

دمشق، في 22/4/2022

 

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد

 
آخر الأخبار