تأبين حافل للمناضل الوطني الكبير والقائد الشيوعي يوسف نمر (أبو سعيد)

أقام الحزب الشيوعي السوري الموحد حفل تأبين للمناضل الوطني الكبير والقائد الشيوعي يوسف نمر (أبو سعيد) وذلك عند الساعة السادسة من مساء السبت 21 /5/2022 في قاعة اتحاد عمال دمشق.

وقد غصت القاعة بالوفود المشاركة بتأبين الراحل الكبير، من أمناء عامين لأحزاب وطنية وتقدمية وقياداتها، وممثلي فصائل فلسطينية وممثلي ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والعمالية وحشد كبير من أصدقاء الفقيد ورفاقه من مختلف منظمات الحزب، إضافة إلى أسرة الفقيد.

وقد افتتح الرفيق رضوان رافع، باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد، حفل التأبين مرحّباً بالحضور ودعاهم للوقوف دقيقة صمت على أنغام نشيد الوطن تكريماً لشهداء الوطن والحزب وتكريماً لروح فقيدنا الكبير.

وعبّر عريف الحفل عن أسف قيادة الحزب لغياب الرفيق حنين نمر (رئيس الحزب) عن حضور هذه المناسبةأ بسبب تعرضه لعارض صحي صعب متمنيا له الشفاء العاجل، وقد أشير إلى صلابة نضال أبو سعيد لنصرة حركات التحرر الوطنية والشعوب المضطهدة، وكيف كان يولي اهتمامه لقضايا الامة العربية وإن متابعته لقضية فلسطين كانت هاجسه الدائم وعشقه للمقاومة لا مثيل له، فقد آمن بها وناضل طويلاً إلى جانب كل الثوريين الشرفاء لنصرة القضية الفلسطينية وتحقيق أهدافها.

أول المتحدثين الرفيق مصطفى الهرش (عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني)، فأكد أن (أبو سعيد) قد أثر بأجيال كثيرة وجعل من فكره مدفعاً وقلعة، المدفع ضرب به الأفكار المهترئة والغزو الحضاري الإمبريالي، والقلعة حمى بها رفاقه وشعبه وأبناء فكره من محاولات السيطرة الإيديولوجية عليهم.

رحل أبو سعيد ليطمئن رفيقه فرج الله الحلو أن الحزب قوي والوطن شامخ.

بعد ذلك تحدث عريف الحفل عن شخصية الرفيق الطبقية والنضالية وكيف كان الموجه الأساسي لنضال الرفاق العمال ودفعهم لإبراز دور الشيوعيين ضمن الحركة النقابية في سبيل تحقيق حلم الكادحين في وطن اشتراكي حر وشعب سعيد.

ثم تحدث الرفيق جمال القادري (الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب – رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية) معرباً عن حزنه لرحيل أبو سعيد، وأكد أن الرفيق يوسف نمر كان وجهاً وطنياً هاماً. وتحدث الرفيق جمال عن سنين عشر قضاها برفقة الرفيق أبو سعيد يناضلان ضمن فرع الجبهة الوطنية التقدمية في دمشق، وقد وجد فيه الشخصية السياسية الناجحة فإن انتقد يكون هدفه بنّاء ومثمراً.

بعد ذلك أُلقيت كلمة الحزب الشيوعي السوري الموحد ألقاها الرفيق نبيه جلاحج، تحدث فيها بشكل مطول عن تاريخ أبو سعيد النضالي والتصاقه بالحزب رغم الانعطافات بحياة الحزب إلا أنه ظل وفياً لقيم ومبادئ الماركسية اللينينية ويحلم بمستقبل مشرق لأبناء وطنه، وكان إيمانه بالاشتراكية لا يوصف ينفذ كل المهام الموكلة إليه. وقد نوه الرفيق نبيه بعدد من المحطات التنظيمية والحزبية التي عاشها أبو سعيد وتنقله من محافظة إلى أخرى من أجل تشكيل منظمة هنا ومنظمة هناك وقد شغل سكرتير منظمة العاصمة عدة مرات وانتخب عضو اللجنة المركزية، وعمل في قيادة الحزب ومثل حزبنا في مجلس الشعب عام 1973.

ثم ألقى الرفيق حسين عبد الحميد (عضو المكتب السياسي – أمين إقليم سورية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) _ كلمة عزاء اعتبر فيها أن أبو سعيد نموذج للمناضل المبتسم دوماً بروح التفاؤل لإيمانه بحزبه وقدرة حزبه على تحمل المسؤوليات الوطنية والتاريخية. وقال إن شمعة أبو سعيد لن تنطفئ برحيله بل ان رحيله قد أعطى نموذجاً للمناضلين يحتذى به وأضاء شمعة جديدة في مكافحة العتمة والظلام.

شمعة تضاف الى ألاف الشموع من شهداء شعبينا الشقيقين من أجل الحرية والاستقلال والكرامة الوطنية وفي مواجهة مشاريع الالحاق والتطبيع.

وتليت رسالة عزاء موجهة من الأمين العام للحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي فضل الله ناصر الدين (عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية) أكد فيها أن الراحل كان نموذجاً في الانتماء الوطني والتفاني بالعمل على مدى مسيرة حياته المهنية والنضالية.

في الختام كانت كلمة السيدة (جميلة البطرس) زوجة الفقيد الراحل فقد تحدثت بشكل وجداني مؤثر عن رحيله في هذا الربيع الحزين، وعددت بعضا من سيرته العطرة وسمعته الطيبة ومواقفه المساندة للحق منذ شبابه الأول، وقدمت الشكر لكل ما تفضل به المؤبنون عن عمق التزام الفقيد بمبادئه التي وصلت لحد التفاني وكيف أنه أمضى عمره مكافحاً في سبيل نشر قناعاته هادفا لتحقيق العدالة والمساواة الاجتماعية بين الناس رافضاً المكاسب الشخصية واقفاً مع العمال معتزاً بنضالهم وكفاحهم ويرى في عرق جباههم ماء الحياة الحرة الكريمة.

وعبرت السيدة جميلة عن فخرها كونها كانت زوجة المناضل الكبير يوسف نمر، الذي يعرف عندما تكون الشخصية مكونة من أسس عريقة وتحمل مواصفات خاصة تستحق أن يطلق عليها لقب قامة، وأبو سعيد قامة إنسانية ووطنية شاهقة ناضل طيلة حياته من أجل كل الناس وقضايا الناس وقد أحبه ووثق به كل من عايشه وتعرف عليه.

وفي نهاية كلمتها توجهت السيدة جميلة بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد وأمينه العام نجم الدين الخريط على مبادرتهم بإقامة هذا الحفل التـأبيني للراحل الكبير كما شكرت كل من ساهم بالتحضير والعمل من أجل إنجاح هذه المناسبة التي تليق بفقيدنا يوسف نمر.

في الختام قُدّمم الشكر باسم الحزب الشيوعي السوري لكل من حضر وشارك هذا الحفل التأبيني للمناضل يوسف نمر (أبو سعيد).

آخر الأخبار