الشيوعي السوري الموحد: ننظر إلى الدور المأمول للصين

من أجل زيادة التعاون وتعميقه بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، وتعزيز تبادل الأفكار والثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين ودفع تطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية إلى الأمام باستمرار، نظمت دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية خلال يومي 8 – 9  تشرين الثاني 2022، وذلك بمشاركة طيف متنوع من الأحزاب والتيارات والقوى السياسية في المنطقة العربية. وبسبب استمرار انتشار وباء كوفيد-19، فلقد عُقدت الدورة بشكل حضوري وافتراضي معاً، ومثّل حزبنا من دمشق الرفيق خليل داود (عضو المكتب السياسي للحزب)، ومن بكين الرفيق سامي أبو عاصي (عضو لجنة الرقابة الحزبية) الذي ألقى كلمة حزبنا خلال أعمال المؤتمر:

الرفيقات والرفاق الأعزاء في دائرة العلاقات الخارجية وممثلو الأحزاب في المنطقة العربية..

تحية طيبة..

بداية أنقل إليكم تحيات قيادة حزبنا الشيوعي السوري الموحد بمناسبة انعقاد مؤتمركم بنجاح، ونحن إذ ننظر إلى هذا المؤتمر على أنه ترسيخ وتأكيد للنهج الذي انتهجته الصين منذ المؤتمر الثامن عشر. هذا النهج الذي يُكرّس الصين على أنها أحد الأقطاب الرئيسية في عالم اليوم، وأنها ترسم مع الدول الصاعدة الأخرى وخاصة دول البريكس، عالماً متعدد الأقطاب.

لقد أشار الرئيس تشي جي بينغ في افتتاح أعمال المؤتمر العشرين إلى أن العالم وصل إلى مفترق طرق في مسيرة تاريخه، ويتوقف اتجاه سيره على خيار شعوب دول العالم. ونحن نتفق مع هذه الرؤية ونرى أن شعوب العالم في حركتها المستجدة تبحث عن الخيار البديل، الخيار الذي يُرسي قواعد جديدة ويضع حداً للنهب الذي تمارسه المنظومة العالمية القائمة على حساب شعوب بلدان العالم الثالث والمستضعفة.

لقد تضررت دولنا العربية من سياسة القطب الواحد، ومن تفرّد الولايات المتحدة الأمريكية في التحكم في مصير العالم، مستخدمة بطشها لفرض سياستها. ونحن في بلدنا الجريح سورية، كنا من ضحايا هذه الهيمنة، التي ما تزال مستمرة فارضةً حصاراً اقتصادياً على بلادنا، وتقوم بسرقة القمح والنفط وتهريبه خارج البلاد، وهذا ما أدى إلى وضع اقتصادي ومعيشي سيئ جداً لغالبية أبناء شعبنا.

ونريد أن نؤكد هنا مرة أخرى أننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد ننظر إلى الدور المأمول للصين، التدخلي الفاعل في مسرح الأحداث في منطقتنا العربية، هذا الدور الذي يتلاقى مع الدور الهام الذي باتت تحتله الصين في المجال الاقتصادي العالمي. إن الصين كقوة عظمى مدعوة اليوم لأن تكون راعية للسلام في الشرق الأوسط، وهذا أيضاً يأتي متقاطعاً مع مبادرة (الحزام والطريق) التي تَعبُرُ خطوطها منطقتنا العربية. وذلك لأن التنمية المنشودة على جانبي الطريق تحتاج الى الاستقرار والأمن في منطقتنا، وهذا لن يتحقق ما دام هناك نزاعات تسود المنطقة.

وشكراً لإصغائكم!

آخر الأخبار